
كنوز نت - بقلم: سليم السعدي
ضحكُ الأمم على ضحكتنا
بقلم: سليم السعدي
نُجيدُ اللغةَ والتفاخرَ، ولا نجيدُ الحسنَ والأخلاقْ،
نلعَبُ دورَ الرجولةِ، ونحن خِرافٌ ونعاجْ.
نَخونُ بعضَنا، نغتالُ، نسرقُ، ونُقسِّمُ الأمانَ بالجرارْ،
وعلى عدونا نُهدي الحقولَ والأسرارْ.
صارَ العلمُ عندنا جُرماً، والجهلُ مقامًا يُرتَقى،
إذا ناديتَ بالحقِّ — أصبحتَ هدفاً للسهامِ والشماتة.
شعارُنا: اصمت، أغمِضْ عينك، وأصمْ سمعَك إن أردتَ النجاة،
صِرنا مَسلَةَ سُخريةٍ، وأضحكَتِ الشعوبُ علينا الرياحُ.
هم صاروا بنا أغنِيةً على أنقاضِ كرامتنا،
يبنونَ بالظلمِ قصوراً، ونزدادُ نحنُ في الخنوعِ رهقًا،
الحجابُ صارَ موضَةَ سخريةٍ لدى من لا يعرفونَ الحياء،
واللَّحى — رموزٌ تُستغلّ، تُقصَدُ بها الخديعة.
أمّا الكرامةُ؟ فقد أصبحت سلعةً تُباعُ في المزادِ المثخنِ،
والشرفُ — كلمةٌ تُستبدَلُ بحرفٍ متملّقٍ في خطابِ الملوك.
هل من يفيق؟ أم يختارُ الناسُ سجنَ المؤبداتِ؟
أم نكتفي بذكرياتِ ماضٍ، ونصابُ بابتسامةٍ على خدِّ الهوان؟
يا من فينا لا زالَ قلبُهُ ينبضُ: اسمعْ،
ليس النصرُ في الركوعِ، ولا العزةُ في التملّقِ،
النصرُ في أن نُعدِّ الحقَّ في صدورِنا مرجعًا، لا شعارًا،
العزةُ أن نغسلَ أيديَنا من خِدَعاتِ المالِ والدناءةِ.
قوموا — لا بالصراخِ الفارغِ، ولا بالطَبَلِ الذي يُطربُ الظالمَ،
قوموا بالكلمةِ التي تُعيدُ للإنسانِ وجهَهُ،
بموقفٍ لا يُباعُ، وبعملٍ لا يُجاهرُ به الخائنُ،
بأخلاقٍ تُعلّمُنا كيف نكونُ أحرارًا، لا مُستخدمينَ للظلمِ حشَدًا.
لا للخنوع — لا للعار!
كرامتنا ليست للبيع!
لا نُباعُ ولا نُستعبدُ، لن نرضى بالذلِّ أبدًا!
ارفع صوتك بالحقِّ، لا تخَفْ — الحقُّ يبقى ويُنتصر!
30/10/2025 02:47 pm 15
.jpg)
.jpg)