
كنوز نت - فاطمة ابوواصل اغبارية
للغة العربية: احتفال يومي، إهمال طوال العام… هل نحن فعلاً نحترم لغتنا؟” وهل نحن شعب لا يحترم لغته؟” "
فاطمة ابوواصل اغبارية
————————
اللغة العربية: بين الاحتفاء المؤقت والتجاهل الدائم
في اليوم العالمي للغة العربية، تتزين المدن بالفعاليات والاحتفالات، وتصدح المنابر والشاشات بالثناء على جمال لغتنا وثراء مفرداتها. لكن الحقيقة المخزية أن هذه الاحتفالات غالبًا ما تكون من أجل الصورة فقط، لأن الواقع يكشف تجاهلنا الكامل للغة طوال العام.
للأسف، كثيرون منّا ينسون لغة الضاد حين يغلق الاحتفال أبوابه. نجد العربية مهملة في حياتنا اليومية، وقد تحلّ محلها اللغات الأجنبية في العمل، والتعليم، والإعلام، وحتى على منصات التواصل الاجتماعي. الأخطاء الإملائية والنحوية منتشرة بلا وعي، وكأن لغة القرآن والشعر والفكر العربي أصبحت مجرد شعار للاحتفال المؤقت
وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالتراهات والأخطاء النحوية والإملائية، ونرى اللغة العربية ضحية الإهمال في العمل، والمدارس، والجامعات، والإعلام، وحتى في منابر الثقافة. نحتفل بيوم اللغة العربية بينما نتركها تتآكل أمام أعيننا.
لغة الضاد ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي وعاء هويتنا، ومرآة حضارتنا، وسلاحنا في مواجهة التحديات الثقافية
من يضيع لغته يضيع جزءًا من ذاكرته وهويته، ومن يفرط في العربية يفقد عمق تواصله مع تراثه ومع العالم العربيوالمعرفية. من يضيع لغته يضيع جزءًا من ذاكرته وهويته.
من يضيع لغته يضيع جزءًا من ذاكرته وهويته، ومن يفرط في العربية يفقد عمق تواصله مع تراثه ومع العالم العربي
لذلك، يجب علينا أن نجعل الاهتمام باللغة العربية عادة يومية، لا مناسبة احتفالية واحدة في السنة. علينا أن:
نقرأ ونتعلم باستمرار: القراءة اليومية تغني مفرداتنا وتقوي قدراتنا التعبيرية.
نكتب ونتحدث بصحة: الالتزام بالقواعد النحوية والإملائية احترام للغة، وليس مجرد رفاهية.
نعزز اللغة في التعليم والإعلام: المدارس والجامعات ووسائل الإعلام يجب أن تكون حاضنة للعربية، لا منصات لإهمالها.
نستخدم العربية في التكنولوجيا ووسائل التواصل: تطوير المحتوى الرقمي العربي أمر أساسي لاستمرار اللغة في العصر الرقمي.
العربية تستحق منا أكثر من يوم واحد في العام. إن حبنا للغتنا يبدأ بالالتزام اليومي بها، بالكتابة الصحيحة، بالحديث الواضح، وبالاعتزاز بها أمام العالم. لغة الضاد هي هويتنا، ومع كل كلمة عربية صحيحة ننطقها، نحافظ على حضارتنا ونُظهر للعالم أننا شعب يحترم لغته.
فلنقل جميعًا: لن نحتفل باللغة العربية في يومها فقط، بل سنحميها وننميها كل يوم، لأنها تستحق ذلك أكثر من أي وقت مضى
20/12/2025 02:43 pm 26
.jpg)
.jpg)