.jpg)
كنوز نت - بقلم : سري القدوة
المجتمع الدولي وأهمية إلزام الاحتلال بالشرعية الدولية
بقلم : سري القدوة
السبت 20 كانون الأول / ديسمبر 2025.
ما يجري في غزة من تدمير، وما يقوم به جيش الاحتلال من اعتداءات متواصلة بحق المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وهدم البيوت في مخيمات الضفة وتهجير سكانها، بالإضافة إلى الإرهاب الممنهج الذي ينفذه المستوطنون والمتمثل بقتل للمواطنين وحرق للممتلكات وقلع للأشجار، الأمر الذي سيدمر كل الفرص المتاحة سواءً كانت محلية أو دولية، وسط حروب لم يعد لها أي جدوى .
قطاع غزة لا يزال يعاني حتى بعد وقف إطلاق النار، إذ يواجه السكان برد الشتاء وأمطاره، ويموت الأطفال من شدة البرد، فيما تعيش الأسر حالة من التشريد والنزوح الداخلي، وأن الاحتلال يمعن في إفراغ وقف إطلاق النار من مضمونه، متحللا من التزاماته كعادته، وضاربا بالإرادة الدولية عرض الحائط، في مسعى لاستمرار انتقامه الوحشي من الأطفال والنساء وكبار السن .
بينما تتواصل اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية حيث أضرم مستعمرون، النار في مركبتين وخطوا شعارات عنصرية، خلال هجومهم على قرية عين يبرود شرق رام الله، واحرق عددا من المستعمرين حلال مداهمتهم البلدة القديمة في عين يبرود، وأحرقوا المركبتين، وخطوا شعارات عنصرية، قبل أن يتصدى لهم المواطنين وينسحبوا، ويأتي هذا الاعتداء امتدادا لهجمات منظمة تشنها مجموعات المستعمرين بحماية قوات الاحتلال، من إحراق ممتلكات للمواطنين، وفي نفس السياق اقتحم عشرات المستعمرين، المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت، وقاموا بتدنيسها من خلال أداء شعائر وطقوس تلمودية وإيقاد الشعلة، وسط أجواء من الصراخ والترهيب بحق المواطنين، وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها وتشديداتها العسكرية على المدخل الرئيسي للبلدة، وذلك لتأمين اقتحام المستعمرين، الذي استمر حتى ساعات الفجر تخلله تكسير عدادات المياه وضرب الحجارة صوب منازل المواطنين .
ومن المؤكد أن الأمور أصبحت أكثر خطورةً وتعقيداً وتشابكاً، الأمر الذي يتطلب تدخلاً أميركيا فعالاً حتى يمكن لأي رؤية لتحقيق الاستقرار أن ترى النجاح وفق خطة الرئيس ترمب للسلام والاستقرار ويجب إعادة الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ودعم صموده وتعزيز بقائه على أرضه .
السياسات الإسرائيلية المدمرة لأي جهود دولية تبذل لوقف العنف والتصعيد، تتطلب العمل الجاد للحفاظ على الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي تصر سلطات الاحتلال على تجاهلهما وتحدي الرغبة الدولية الرامية لإحلال السلام وفق القانون الدولي كما عبرت عنه الاجتماعات الدورية المتواصلة لمجلس الأمن الدولي، ويبقى المعنى الأعمق للثوابت الفلسطينية وللشرعية الرسمية الساعية للحفاظ على القدس ومقدساتها، وعلى وحدة الأرض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وعلى رأسهما القدس الشرقية .
على المجتمع الدولي وضع حد للانتهاكات الاستيطانية الإسرائيلية المتواصلة، والتي تتحدى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وآخرها الإعلان عن بناء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية في انتهاك صريح للقرارات الأممية ذات الصلة، وبات المطلوب من المجتمع الدولي كذلك، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، بالضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على إدخال المساعدات الإنسانية بما فيها البيوت الجاهزة والخيام، لقطاع غزة لوقف تفاقم معاناة المواطنين النازحين، في ظل الأحوال الجوية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وغرق الخيام المهترئة بالأساس، وضرورة فتح المعابر، والإسراع بإدخال المساعدات بشكل عاجل، ورفع العراقيل التي يضعها الاحتلال على وكالة الأونروا لتقوم بواجباتها تجاه أبناء شعبنا، حسب قرارات الشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
20/12/2025 08:18 am 54
.jpg)
.jpg)