
كنوز نت - بقلم: سليم السعدي
الجريمة والعقاب
بقلم: سليم السعدي
قصة مجتمعٍ يعاني منذ سنواتٍ من فقدان الأمن والسلام، نتيجةَ تقاعس المؤسسات الأمنية الخاضعة لأجنداتٍ متطرفة.
انتخبها شعبٌ جبان، متعطّشٌ للدم والعنصرية، تلك التي ملأت أرض الملاعب بشعار "الموت للعرب" كلّما التقى فريقٌ صهيوني بفريقٍ عربي.
لقد تحوّلت هذه الدماغوغية إلى تشريعٍ قانوني بعد أن كانت محاصرةً بالقانون، ومع مرور الوقت، شاهدناها تكبر وتتعاظم حتى بات لجمها أمرًا شبه مستحيل.
بات القاتل حرًّا في شوارع المدينة، يمشي مطمئنًّا تحت حماية السلطة، بينما المظلوم يُحاسب إن صرخ أو طالب بعدالة.
العدالة تحوّلت إلى شعارٍ معلّق على الجدران، تُتلى في المناسبات وتُدفن في الواقع، أما القانون فقد أصبح أداةً لتبرير الجريمة لا لمعاقبتها.
كلّ جريمةٍ جديدة تُسجَّل ضدّ “مجهول”، والمجهول بات وجهًا مألوفًا نراه في نشرات الأخبار كل يوم.
الناس فقدت الثقة بكلّ ما هو رسمي، وصارت تتعامل مع الحياة كغابةٍ مفتوحةٍ على الفوضى، فيها القويّ يقتل والضعيف يُدفن تحت صمته.
لم تعد الجريمة فعلًا فرديًا؛ بل أصبحت ثقافةً تُغذّيها السياسة، وإعلامٌ يجمّل القتلة، ومؤسساتٌ تُبرر القمع باسم الأمن.
وما بين المواطن الخائف، والسلطة الصامتة، والدماء التي تجري في الشوارع، تكتب المدن سطورًا جديدة من رواية اسمها “الانهيار الأخلاقي”.
إنّ العقاب الحقيقي لم يعد بيد القضاء، بل بيد الوعي الشعبيّ. فحين يستيقظ الناس، وتنهض إرادتهم من تحت الركام، لن يبقى للجلاد حصانة، ولا للظالم مأوى.
حينها فقط، تتحقّق العدالة التي لم يُولد قانونٌ قادرٌ على وأدها، لأنها تسكن في ضمير الإنسان الحرّ.
27/10/2025 09:31 pm 20
.jpg)
.jpg)