.jpg)
كنوز نت - نايف عبوش
ظاهرة الحضور الإبداعي النسوي في الساحة الأدبية والثقافية المغاربية
- نايف عبوش
يظهر من خلال متابعة النتاجات في الساحة الأدبية والثقافية المغاربية الراهنة،ولاسيما ما ينشر منها في منصات التواصل الاجتماعي، ان النتاجات النسوية المغاربية بشكل عام إبداعية ، وحاضرة بشكل مكثف لافت للنظر ،وربما أكثر غزارة وحضورا في المشهد،من النتاجات الرجالية.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن توهج ظاهرة الأدب النسوي المغاربي، جاء نتاج فعل أدبي إبداعي نسوي، يعبر عن حقيقة واقع تجربة النساء الاجتماعية والأدبية في الساحة المغاربية، بما تحمله في طياتها من رؤى تتعلق بالهوية الذاتية والحرية والعدالة الاجتماعية، والتحرر من قبضة الاستعمار،تحريرا للارادة الوطنية، وما ترتب على كل تلك التحديات من تحولات ثقافية واجتماعية وسياسية ،ومنها بالطبع الساحة الأدبية والثقافية.
وفي سياق التفاعل مع كل التطورات، برز دور الكاتبات والأديبات المغاربيات في نتاجات ثقافية وادبية ابداعية جديدة ، تعبر عن قضايا التحرير ، وقضايا المرأة وما تواجهه من تحديات من منظور نسوي، يعيش هذه التحولات العميقة بوعي تام، ويكافح من اجل انتزاع الصوت النسوي المغيب، وسط مجتمع يتسم بالذكورية التقليدية.
على أن ما شهدته الساحة المغاربية من تطور في التعليم، وانفتاح ثقافي، وتوسع في تعليم الفتيات، وفسح المجال والآفاق أمامهن ،للمساهمة في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية والأدبية والثقافية، أتاح لهن قاعدة معرفية ولغوية ،وخبرة زاخرة خصبة، انعكست في إبداعاتهن على نحو متوهج، يزيد من ثقلهن الأدبي والثقافي، ويعمل على ترسيخ حضورهن في الساحة على نحو متميز ،وبشكل فاعل.
وهكذا جاء الأدب النسوي المغاربي تعبيرا حقيقيا عن تجارب النساء في الساحة المغاربية، بكل تحدياتها، ليتميز عطاؤهن بتنوعه وثرائه،بما تناوله من موضوعات متنوعة مثل الهوية والحرية،
والعدالة الاجتماعية.
كما تجدر الإشارة إلى أن الأدب النسوي المغاربي امتاز بالصدق والواقعية، في عكسه تداعيات افرازات تجارب النساء الحقيقية، بحيث جاءت نتاجاته بلغة شاعرية جميلة، تعبر بصدق عن عمق مشاعرهن المرهفة،وتعكس حقيقة مرارة تجاربهن القاسية،حتى بات الأدب النسوي المغاربي أداة نقدية لبعض الظواهر المجتمعية، مثل التمييز ضد المرأة،والظلم الاجتماعي،الذى نحاها عن الحضور الإبداعي الفاعل في عموم الساحة المغاربية.
ولعل نجاح الأدب النسوي المغاربي في تجاوز كل تلك التداعيات والمعوقات, اتاح لهن الحضور الإبداعي المتميز في الساحة الأدبية والثقافية بجدارة، كما مكنهن من حضور المنتديات والندوات والملتقيات العامة التي تدعم الأصوات النسوية،مما ساعد في إبراز دورهن الأدبي والثقافي بشكل أكثر حضورا، مقارنة برجال الأدب، الذين ظلوا يراوحون في فضاء تقليدي جامد ،عجز عن التفاعل بجدية ،مع تلك المعطيات بنفس الوهج.
09/10/2025 04:26 pm 41