العالم عمر ياغي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025

كنوز نت - وكالات

في إنجازٍ علمي عربي وعالمي يُعد سابقة من نوعها، فاز العالم عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، تكريمًا لإسهاماته الرائدة في تطوير مواد بلورية تُعرف باسم الأطر الفلزية العضوية (MOFs)، والتي أحدثت ثورة في مجالات الطاقة والبيئة والمياه.

وُلد ياغي في عمّان عام 1965 لعائلة فلسطينية الأصل نزحت من بلادها عام 1948، وحصل لاحقًا على الجنسية السعودية بمرسوم ملكي عام 2021. ويُعد من أبرز علماء الكيمياء في العالم، إذ يشغل حاليًا منصب أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، ويترأس كرسي جيمس ونيلتجي تريتر للكيمياء، كما يعمل باحثًا في مختبر لورانس بيركلي الوطني.

نال ياغي الجائزة إلى جانب العالمين سوسومو كيتاغاوا من اليابان وريتشارد روبسون من أستراليا، تقديرًا لابتكاراتهم في تصميم هياكل بلورية متناهية الدقة تُستخدم في تخزين الغازات مثل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، وكذلك في استخلاص الماء من الهواء حتى في أكثر البيئات جفافًا.

وتُعتبر هذه الأبحاث من أهم التطورات في الكيمياء التطبيقية خلال العقود الأخيرة، لما تحمله من إمكانيات في مكافحة التغير المناخي وتوفير حلول مستدامة لأزمة المياه والطاقة في العالم.

بدأ ياغي رحلته العلمية في الجامعة الأردنية، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي الأمريكية عام 1990. عمل بعدها زميلًا في جامعة هارفارد، ثم أستاذًا في عدد من الجامعات المرموقة مثل أريزونا وميشيغان وكاليفورنيا – لوس أنجلوس، وصولًا إلى بيركلي حيث واصل أبحاثه المبتكرة.

خلال مسيرته، أسس معهد بيركلي العالمي للعلوم، وساهم في تدريب جيل جديد من الباحثين في مجالات الكيمياء الخضراء وعلوم المواد.

يُعد عمر ياغي من أكثر العلماء استشهادًا بأبحاثهم في الكيمياء على مستوى العالم، وتُستخدم اكتشافاته اليوم في تحلية المياه، وتنقية الهواء، وتخزين الطاقة النظيفة.

كما نال العديد من الجوائز الرفيعة إلى جانب نوبل، منها جائزة الملك فيصل العالمية وجائزة وولف في الكيمياء.

يشدد ياغي على أن "العلم يجب أن يخدم الإنسان"، مؤكدًا أن الابتكار هو السبيل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، من ندرة المياه إلى الاحتباس الحراري. ويرى أن دعم البحث العلمي في العالم العربي هو الطريق لبناء مستقبلٍ قائم على المعرفة والاكتفاء الذاتي.