كنوز نت - مصطفى معروفي


سويد بن أبي كاهل اليشكري
مصطفى معروفي
ـــــــ
سويد بن أبي كاهل هو شاعر مخضرم عاش في الجاهلية وفي الإسلام وعمر طويلا إلى ما بعد سنة 60 هجرية،وينتسب إلى ربيعة وإلى مضر ،وكان شاعرا هجّاء يقذع في هجائه،ولأن شعره كان متينا فقد كان عند العرب القدامى يجرى مجرى المثل ،ولذا لا غرو أن نجد عبد الله بن الزبير والحجاج والشاعر الفرزدق يتمثلون به،وبعض رواة الشعر كانوا يعجبون أيما إعجاب بقصيدته العينية الذائعة الصيت التي مطلعها هو:
بَــسَطَت رابِــعَـةُ الــحَبلَ لَنا
فَوَصَلنا الحَبلَ مِنها ما اِتَّسَعْ
والشاعر قد سجنه بعض أمراء الكوفة فلبث في السجن مدة طويلة.وتشهد عينيته الرائعة على شاعريته وعلو كعبه في القول الشعري ،فهو يفعل به ـ الشعر ـ ما يشاء دون أدنى عنت أو مشقة.والشاعر سويد في قصيدته كان يهدف إلى أمرين،الأمر الأول هو الفخر بقومه والثاني هو الفخر بنفسه.
يقول سويد في قصيدته العينية:
وَكَـــذاكَ الــحُــبُّ مــا أَشــجَعَه
ْيَركَبُ الهَولَ وَيَعصي مَن وَزَع
فَــأَبــيتُ الــلَــيلَ مـــا أَرقُـــدُهُ
ْوَبِــعَــيــنَيَّ إِذا نَــــجــمٌ طَــلَــع
وَإِذا مــا قُــلتُ لَــيلٌ قَــد مَضى
ْعَــطَــفَ الأَوَّلُ مِــنــهُ فَــرَجَــع
يَــســحَبُ الــلَيلُ نُــجوماً ظُــلَّعا
ْفَــتَــوالــيها بَــطــيئاتُ الــتَــبَع
وبعد أبيات بعد الأبيات أعلاه يشرع في ذكر قومه بكر بن وائل ،وفي الفخر بهم فيقول:
مِــن بَــني بَــكرٍ بِــها مَــملَكَةٌ
مَــنظَرٌ فــيهِم وَفــيهِم مُــستَمَع
بُــسُطُ الأَيــدي إِذا مــا سُــئِلوا
نُــفُــعُ الــنَائِلِ إِن شَــيءٌ نَــفَع
مِــن أُنــاسِ لَــيسَ مِن أَخلاقِهِم
عاجِلُ الفُحشِ وَلا سوءُ الجَزَع
عُـــرُفٌ لِــلحَقِّ مــا نَــعَيا بِــهِ

عِــندَ مُــرِّ الأَمرِ ما فينا خَرَع
وَإِذا هَــبَّــت شِــمالاً أَطــعَموا
فــي قُــدورٍ مُــشبَعاتٍ لَم تُجَع
وَجِــفــانٍ كــالــجَوابي مُــلِئَت
مِــن سَميناتِ الذُّرى فيها تَرَع
وفي هذه القصيدة بيت من أجمل ما قيل في الشعر وكنا نحفظه عن ظهر قلب،وهو:
رُبَّ مَن أَنضَجتُ غَيظاً قَلبَهُ
ْقَد تَمَنّى لِيَ مَوتاً لَـــم يُطَع
وانطلاقا من هذا البيت يأخذ الشاعر في الفخر بنفسه ،فنرى أنه لا يتكلف ولا يسف ولا يبتذل، يقول سويد :
وَيَــراني كــالشَجا فــي حَــلقِهِ
عَــسِــراً مَــخرَجُهُ مــا يُــنتَزَع
مُــزبِدٌ يَــخطِرُ مــا لَــم يَــرَني
فَــإِذا أَســمَعتُهُ صَــوتي اِنــقَمَع
قَــد كَــفاني الــلَهُ مــا في نَفَسَهِ
وَمَــتى مــا يَكفِ شَيئاً لا يُضِع
بِــئسَ مــا يَــجمَعُ أَن يَــغتابَني
مَــطــعَمٌ وَخـــمٌ وَداءٌ يُـــدَّرَع
لَــم يَــضِرني غَيرَ أَن يَحسُدَني
فَهوَ يَزقو مِثلَ ما يَزقو الضُوَع
وَيُــــحَــيِّــنــي إِذا لاقَــــيــــتُــهُ
وَإِذا يَــخــلو لَــهُ لَــحمي رَتَــع
مُــستَسِرُّ الــشَنءِ لَــو يَــفقِدُني
لَــــبَــدا مِــنــهُ ذُبـــابٌ فَــنَــبَع
والقصيدة رائعة غاية الروعة أترك للقارئ فرصة قراءتها كاملة في ديوان الشاعر.
ولسويد قصيدة يهجو فيها بني شيبان،يقول فيها: