الذكرى الـ 29 لرحيل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي

i24news

شاب عربي هو من ضغط على زناد المسدس في لندن وأطلق رصاصة استقرت تحت العين اليمنى لناجي العلي

تصادف يوم امس  الذكرى التاسعة والعشرين لاغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي الذي تعرض للاغتيال في العاصمة البريطانية لندن.

"ناجي العلي مع حنظلة"

✕وكان ناجي العلي المولود عام 1937 في قرية "الشجرة" المهجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، قد اشتهر من خلال شخصية ابتدعها كانت بمثابة توقيعه على كل رسمة له، وقد أطلق على هذه الشخصية "حنظلة" حتى بات لاحقا ناجي العلي يعرف بتسمية حنظلة هو الآخر.

وحنظلة عبارة عن شخصية صبي في العاشرة من العمر وقد ظهر حنظلة لأول مرة في 5 حزيران/ يونيو عام 1967 في جريدة السياسة الكويتية، وادار ظهره عام 1973 وعقد يديه خلف ظهره. ولقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها.

أما بداية ناجي العلي فكان من خلال الصحفي والأديب الفلسطيني المعروف غسان كنفاني، الذي شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي خلال زيارة له في مخيم عين الحلوة في لبنان فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوح، ونشرت في مجلة "الحرية" في 25 سبتمبر 1961م.

وفي سنة 1963م سافر ناجي إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في "الطليعة" الكويتية، "السياسة" الكويتية، "السفير" اللبنانية، "القبس" الكويتية و"القبس" الدولية.

اما فيما يتعلق باغتيال ناجي العلي، فلا يزال يكتنفه الغموض نظرا لإمكانية تحمل مسؤولية هذا الاغتيال من قبل عدة جهات، فإنه ما من نتيجة لتحقيق يشير بصورة مؤكدة الى الجهة التي تقف خلف الاغتيال.


فخلف اغتيال ناجي العلي هناك جهات يمكن ان تكون مسؤولة مسؤولية مباشرة وأولها جهاز الموساد الإسرائيلي والثانية هي منظمة التحرير الفلسطينية كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك اما قضية الاغتيال ان جاز التعبير قد تنتهي بفرضية التصفية من قبل بعض الأنظمة العربية مثل السعودية بسبب انتقاده اللاذع لهم.

لقد أطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي وفق ما أسفرت عنه التحقيقات البريطانية ويدعى الشاب مطلق النار، بشار سمارة وهو على ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية ولكنه كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو/تموز عام 1987م فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 أغسطس/آب 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.

قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. واثناء التحقيق، اعترف إسماعيل أن المسؤولين عنه كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. ورفض جهاز الموساد آنذاك نقل المعلومات التي بحوزته إلى السلطات البريطانية مما أثار غضب بريطانيا وقامت مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن.

لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. واختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية أو أنظمة عربية كالسعودية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.

دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة "بروك وود" الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191. وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والاعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكر الناس بالرسام المبدع.