
كنوز نت - هانم داود
الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بما يسمى أرض الصومال
تُعدّ التقارير الدبلوماسية الأخيرة حول نية الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بما يسمى أرض الصومال (صومالي لاند) حجرًا أُلقي في مياه السياسة الدولية الراكدة، لكنه حجرٌ لا يثير أمواجًا بل ينذر بعواصف.
اعتراف إسرائيل بـ أرض الصومال عبث بالأمن وسيادة مكلومة
في أروقة السياسة الدولية، حيث تُنسج المصالح بخيوط من مكر، يبرز التوجه الإسرائيلي نحو الاعتراف بانفصال أرض الصومال ليس كبادرة دبلوماسية، بل كخنجر يُطعن به جسد القانون الدولي في مقتل. إن هذا الاعتراف ليس مجرد ورقة سياسية، بل هو إعلان صريح عن رغبة في تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ.
هذا الاعتراف تجاوز خطير ليس من قبيل المبالغة، بل هو توصيف لواقع يكسر أواني القانون الدولي التي صِيغت لحفظ سيادة الدول. ويعني ذلك بوضوح:
اغتيال مبدأ وحدة الأراضي القانون الدولي يقوم على قدسية حدود الدول المعترف بها.
عندما تمنح إسرائيل شرعية لكيان منفصل دون توافق وطني، فهي تطلق رصاصة الرحمة على مفهوم الدولة الوطنية في أفريقيا.
اللعب بنيران الفوضى الهدامة إسرائيل لا تبحث عن حليف ديمقراطي في القرن الأفريقي، بل تبحث عن موطئ قدم في منطقة جيوسياسية خانقة (باب المندب)، محولةً المنطقة إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية.
انتهاك ميثاق الاتحاد الأفريقي الذي يقدس الحدود الموروثة عن الاستعمار منعًا لفتح أبواب الجحيم من النزاعات الانفصالية التي لا تنتهي في القارة السمراء.
نتائج هذا التجاوز ثمار مرّة في حقل ملغوم
إن هذا الاعتراف، إن تم، لن يمر كحدث عابر، بل ستترتب عليه آثار زلزالية
تأجيج الصراع الداخلي سيعطي هذا الاعتراف دفعة معنوية وتسليحية للتيارات الانفصالية، مما يدفع الحكومة المركزية في مقديشو نحو حافة الصدام العسكري، فتتحول الأرض إلى مرجل يغلي بالدماء.
عزلة إقليمية ومقاومة دبلوماسية:
ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة مباشرة مع العمق الأفريقي الذي يخشى من عدوى الانفصال. فما يحدث في الصومال اليوم قد يطرق أبواب دول أفريقية أخرى غدًا.
تهديد أمن البحر الأحمر:
دخول إسرائيل كلاعب مباشر في هذه المنطقة الحساسة سيستفز القوى الإقليمية (كـمصر والسعودية)، مما يحول الممر المائي العالمي من شريان للتجارة إلى بؤرة للتوتر العسكري.
شرعنة شريعة الغاب:
إذا صار الاعتراف بالكيانات المنفصلة عملة مقبولة، فسيؤدي ذلك إلى تآكل هيبة الأمم المتحدة، وتصبح القوة والمصالح الضيقة هي الحكم البديل عن المواثيق والعهود.
قفزة في الفراغ
إن محاولة إسرائيل العبث بالخارطة الصومالية هي قفزة في الفراغ، ومحاولة بائسة لاصطياد المصالح في عكر النزاعات الأهلية. إن التاريخ لا يرحم العابثين بحدود الأوطان، والشعوب التي ناضلت من أجل وحدتها لن تقبل بأن تكون قطعًا لشطرنج يُحركه لاعب غريب من وراء البحار.
الاعتراف ليس حقًا سياديًا لإسرائيل، بل هو عدوان دبلومازي يهدد السلم العالمي ويجعل من القانون الدولي مجرد حبر على ورق أمام غطرسة المصالح.
هانم داود
26/12/2025 08:31 pm 24
.jpg)
.jpg)