كنوز نت - بقلم المربية والمستشارة التربوية
و موجهة المجموعات رشا حبيطي محاميد

رسالة إلى الآباء والأمهات… ونحن على أعتاب نهاية فصل تعليمي طويل

مع نهاية فصلٍ دراسيٍّ طويل،
تسقط الأوراق من دفاتر أبنائنا كما تسقط أوراق الشجر…
لكن الإنسان لا يُقاس بما سقط، بل بما سيُزهر لاحقًا.

لا تحكموا على أبنائكم بالعلامات،
فالعلامة رقم، أمّا الطفل فحكاية كاملة،
روح تبحث عن من يفهمها لا من يقارنها.

اقتربوا منهم في العطلة…
اجعلوا الوقت حضنًا، لا جدولًا،
وأغلقوا الشاشات قليلًا،
افتحوا نوافذ الحديث،
وامشوا معهم في الطرقات،
فالرحلات الصغيرة تصنع اكتشافات كبيرة.

غيّروا ديكور البيت…
ليس فقط الأثاث،
بل الجو،
اجعلوه أكثر دفئًا، أكثر أمانًا،
بيتًا يُسمَع فيه الصوت، ويُحترَم فيه الاختلاف،
بيتًا يتعلّم فيه الطفل أنه محبوب كما هو.

راقبوا أخطاءهم بعين الحكمة لا بعصا اللوم،
فالخطأ دليل محاولة،
والتقويم الحقيقي ليس كسرًا بل توجيهًا.


ابحثوا عن موهبتهم المختبئة…
ربما في التاريخ،
أو في الرسم،
أو في الرياضة،
أو في التصميم،
أو في فكرة لا تشبه أحدًا.
البطولة الحقيقية ليست أن تجعل ابنك نسخة ناجحة،
بل أن تكتشف فيه إنسانًا نادرًا.له حلمه شغفه ويشبه نسخته فقط

دعوه يكتب حلمه…
ثم ساعدوه أن يحوّله إلى هدف،
فالأحلام التي تُكتب تُصدّق،
والأهداف التي تُسانَد تنمو.

اجعلوا البيت مدرسة دافئة،
تُصقل فيها الشخصية قبل الدرجات،
ويُربّى فيها القلب قبل العقل.

تذكّروا دائمًا:
أولادنا ليسوا علامات…
ولا أرقامًا في كشف،
هم أمانة، ورسالة،
ومشروع إنسان يستحق أن يُرى،
ويُفهم،
ويُؤمَن به.

العطلة فرصة…
فلا تضيّعوها في العتاب،
بل استثمروها في الحب.
 بقلم المربية والمستشارة التربوية موجهة المجموعات رشا حبيطي محاميد