كنوز نت - بقلم: سليم السعدي


فضيحة نتنياهو في الإعلام: حين تسقط الرواية أمام الحقيقة

بقلم: سليم السعدي

في صبيحة يوم أمس، وعلى مرأى ومسمع العالم، خرج بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، ليعلن بفخر عن “بطل يهودي” – على حدّ وصفه – أنقذ العشرات من الضحايا عقب حادثة وقعت خلال احتفالات عيد الحانوكا في أستراليا.
غير أنّ الرواية لم تصمد طويلًا، إذ سرعان ما تكشّفت الحقيقة: المنقذ لم يكن يهوديًا، بل شابًا عربيًا مسلمًا من أصول سورية.

هنا سقط القناع، وانكشفت إحدى أبشع ألاعيب التضليل الإعلامي التي دأب نتنياهو على ممارستها. فلو لم يكن المنقذ عربيًا مسلمًا، لمرّت الرواية الصهيونية كما أراد لها صاحبها، ولجابت وسائل الإعلام العالمية بوصفها “إنجازًا أخلاقيًا” يُضاف زورًا إلى سجلّ حكومة متورطة حتى أذنيها في الجرائم.


وما أدراكم من هو نتنياهو؟
إنه مقلّب الوقائع، ومهندس الكذب السياسي، وشيطان هذا العصر الذي لا يتورّع عن تزوير الحقيقة متى خدم ذلك مشروعه الاستعماري. لكن الحقيقة هذه المرة خرجت عن السيطرة، فاضطرّ إلى التراجع، لا اعترافًا بالخطأ، بل هروبًا من فضيحة أخلاقية مدوّية أصابت حكومته ووزراءه ومنظومته الدعائية في مقتل.

هذه الحادثة ليست تفصيلًا عابرًا، بل نموذج صارخ لسياسة ممنهجة تهدف إلى ضرب القضية الفلسطينية في الصميم، وتشويه صورة العربي والمسلم، حتى في لحظات الإنسانية الخالصة. وفي التوقيت ذاته، يواصل أذرع هذه الحكومة الفاشية اعتداءاتهم اليومية، حيث أقدم مجرمون على الاعتداء على امرأة حامل فقط لأنها عربية، وحين ارتفعت الأصوات المندّدة، جاء الردّ بالاعتقال والقمع، لا للمعتدين بل لمن تجرأ على الاحتجاج.

ولو كان الضحية يهوديًا، لكانت القصة مختلفة تمامًا: اعتقالات فورية، بيانات شجب، وإعلام مسخَّر بالكامل. أما حين يكون العربي هو الضحية، فالصمت هو القاعدة، والتبرير هو السياسة.

إلى أيّ درك أخلاقي وصلنا؟
لقد بلغنا النهاية الأخلاقية لمنظومة تدّعي الديمقراطية وهي تمارس أبشع أشكال التمييز والعنصرية. وحين تنهار الأخلاق، لا يبقى شيءٌ في مأمن، فالسقوط الأخلاقي هو المقدّمة الحتمية لانهيار كل شيئ