
كنوز نت - بقلم: سليم السعدي
الكلب النابح
تأمل في معنى الوفاء
بقلم: سليم السعدي
يُقال إنّ الكلب نَبّاح، وكأنّ في النباح ما يُنقِص من قدره.
لكن لو تأملنا قليلًا، لوجدنا في صوته نداءً صادقًا، لا ادّعاءً ولا رياء.
ينبحُ لا ليمجّد نفسه، بل ليحذّر، ليحرس، ليصون.
وفي زمنٍ صار فيه الصمت غدرًا، يصبح النباح شرفًا ووفاء.
كم من بشرٍ لبس ثوب الصداقة، ثم تركك عند أول عثرة.
وكم من كلبٍ بقي إلى جوارك، يحرس نومك، ويدرك خوفك دون كلام.
إنه لا يعرف المكر، ولا يُتقن الخداع،
بل يعيشُ على فطرةٍ نقيةٍ، تَمنَحُ وتُخلِصُ دون حسابٍ ولا مقابل.
فيا من تسخر من نباح الكلاب، تذكّر:
أنها ربما كانت أوفى من ألسنةٍ بشريةٍ لا تنطق إلا غدرًا.
القصيدة
قالوا: الكلبُ نَبّاحٌ، فقلتُ: وما العيبُ في النباح؟
إن كان صوتُه نذيرَ خيرٍ، وصرخةَ فداءٍ في الصباح؟
هو لا يخونُ وإن جفاهُ النّاسُ أو خانوا الوداد،
يبقى أمينًا للذي أحبَّه، صامتًا عن الجحود والعناد.
كم من صديقٍ بشَرٍ خان، وكم كلبٍ وَفى!
فشتّانَ بين من باع، ومن ظلّ على العهدِ صفا.
ينبحُ لا خوفًا، بل غيرةً عليك،
يحميك من أذًى، ومن غدرٍ يُخفيه عدوٌّ في الطريق.
فيا من عِبتَ نباحَهُ، قِفْ لحظةَ وفاء،
وتذكّر: أن الكلبَ حماك،
حين خانك البشرُ في الخفاء.
12/11/2025 09:09 am 45
.jpg)
.jpg)