
كنوز نت - طه اغبارية
"بدأتَ فأكمل"..
هكذا كانت توجيهات الراحلة الحاجة رقية محمد محاجنة لنجلها الشيخ رائد صلاح
طه اغبارية
تُوفيت في مدينة أم الفحم، أول أمس الأربعاء، الحاجة رقية محمد محاجنة "أم محمد"، عن 93 عاما، بعد معاناة مع المرض. والراحلة "أم محمد"، هي والدة الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، وقد ترك رحيلها فراغا في حياة "الأسرة الواسعة، لأنها كانت العنوان والمرجع"، كما قال الشيخ رائد لـ"المدينة"، في نبرة حزينة تلخص مشاعره تجاه غياب الوالدة.
حول استقباله لفاجعة وفاتها، يقول الشيخ رائد: "استقبلنا خبر وفاة الوالدة، راضين بقدر الله تعالى، وطامعين للوالدة أن يكرمها الله تعالى في منزلة بالجنة، وأن يجمعها مع والدي -رحمه الله- وأن يكرمهما بصحبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم. في آخر أيامها اشتد عليها المرض، وعاشت أياما من الصبر، أسأل الله أن يجعل هذا الموقف منها علو منزلة عند الله مع النبيين والصّديقين والشهداء والصالحين".
وعن ما سيفتقده كثيرا في غياب الحاجة "أم محمد"، أضاف "سنفتقد العنوان لبيتنا الذي كان يجمع الأسرة الواسعة من الإخوة والأخوات، والأبناء، والأحفاد. فقد كانت هي المرجع لنا في شؤون حياتنا الأسرية".
مستذكرا أيام صبرها وإسنادها له لما كان يدخل السجون الإسرائيلية، يتابع الشيخ رائد صلاح: "الوالدة -رحمها الله- كانت ذات إرادة فولاذية وكانت لا تنكسر لأي مفاجآت إطلاقا. كانت تحزن، ولكن حزنها لم يكن يدعوها الى الانكسار واليأس. ولذلك، فقد تنقلت بين كثير من المحاكم ما بين محاكم حيفا، وتل أبيب، والقدس، وتنقلت بين كثير من السجون، بداية من الجلمة ووصولا إلى رامون في النقب. ظلّت تعيش هذا الحال منذ أواخر عام 1979 حيث سجنتُ لأول مرة، وكانت تزورني في الجلمة وفي الدامون، وظلت على هذا العهد مع كل سنوات سجني، وظلّت تتحلى بالصبر والابتسامة ونظرة الدعم المعنوي لي، مع كل ما مرَّ عليّ من هذه المواقف التي يمكن أن نضعها تحت عنوان "محن السجون".
وأكمل: "كان لها تصرفات تنم عن فهم سياسي فطري، ولم يكن لها أي حاجة أن تتعلم فن السياسة، بل نما مع حياتها مع مواكبة تلك الأيام والتي تجلت فيها بمواقف كثيرة لا يزال الكثير يحفظ لها هذه المواقف بالخير".
أما بخصوص رأيها في مسيرة نجلها وما تعرض له من ملاحقات وسجون بسبب مواقفه، أكد الشيخ رائد أن "الوالدة -رحمها الله- قالت لي ذات يوم "بدأتَ فأكمل"، فكانت هذه الكلمات بمثابة دستور، وهذا مبدأ يعكس خطاب التفاؤل الذي دعت إليه. ولعلها لم تعرف في حياتها ما تعنيه كلمة ثوابت، ولكن خطابها هذا يدعو إلى التمسك بقيمنا وثوابتنا بكل إمكانية مشروعة للحفاظ على هذه المبادئ، وهو خطاب قالته على الفطرة، ولكن كان خطاب توجيه وترشيد يدعو كل واحد منا إلى الالتزام بلا أي تراجع الى الوراء".
وختم الشيخ رائد صلاح، حديثه إلى "المدينة"، بالقول: "أعظم الله أجرنا جميعا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا ديننا بعد وفاة الوالدة، وأن يجمعنا بها مع الوالد في مستقر رحمة الله سبحانه وتعالى. وتبقى لها الذكرى التي لا تُنسى والكنز الذي لا يفنى بما يحوي من توجيهات مبصرة على الفطرة".
07/11/2025 06:58 pm 695
.jpg)
.jpg)