كنوز نت - بقلم: الكاتب سليم السعدي

المخفي أعظم: مؤامرة كبرى على الشعب الفلسطيني

تؤكد التطورات الأخيرة أنّ ما يُحاك ضد الشعب الفلسطيني أخطر مما يظهر على السطح. فبعد فشل ما سُمّي بـ "صفقة القرن"، دخلت أطراف إقليمية ودولية في تحالفات جديدة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإخراجها من دائرة الاهتمام العالمي.

لقد برزت هذه التحركات من خلال تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ضم الضفة الغربية، وما رافقها من تحركات سياسية واقتصادية بين بعض الأنظمة العربية المطبّعة والولايات المتحدة. الهدف المعلن هو "السلام"، أما الهدف الخفي فهو فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأرض الفلسطينية، وتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

إن اعتراف أكثر من 145 دولة بالدولة الفلسطينية، رغم أنه خطوة تبدو إيجابية في ظاهرها، إلا أنها شكّلت مدخلاً لشرعنة إدارة الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة تحت شعار "حل الدولتين"، في حين أنّ الاحتلال يواصل سياسته الاستيطانية والتهويدية، بما في ذلك التهديد المباشر للمسجد الأقصى المبارك.

إننا نحذر من أن المشروع المطروح اليوم لا يقف عند حدود الضم أو الاستيطان فحسب، بل يتعدّاه إلى محاولة فرض وقائع دينية وتاريخية على القدس، عبر مخططات هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، الأمر الذي يشكّل استفزازاً مباشراً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، ويهدد بإشعال صراع لا نهاية له.

أمام هذا المشهد، نؤكد أن الردّ الحقيقي لا يكون بالاجتماعات الشكلية أو البيانات الروتينية، بل عبر:


1. تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية كأولوية قصوى.


2. تصعيد التحرك الدبلوماسي والقانوني أمام المحافل الدولية.


3. تفعيل الدور الإعلامي والثقافي لفضح المؤامرة وكشف أهدافها.


4. دعوة الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى رفع الصوت دفاعاً عن القدس وفلسطين.



إن القضية الفلسطينية ليست ملفاً سياسياً يمكن تصفيته، بل هي قضية حق وعدالة، وستبقى حية في الضمير الإنساني حتى نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.