
كنوز نت - بقلم: الكاتب سليم السعدي
أزمة أخلاقية في مجتمعنا
بقلم: الكاتب سليم السعدي
لقد ابتُلي مجتمعنا بأزمة أخلاقية خانقة، تتجلى في صور عديدة من السلوكيات المشينة التي باتت مألوفة للأسف. أولها الحلفان الكاذب باسم الله والقرآن والنبي، متناسين قول الله تعالى: "ولا تطع كل حلاف مهين". كم من الناس يسرقون حقوق الآخرين، ثم يزعمون أنهم صادقون بحلفانهم، مع أن الدين معاملة، وليس مجرد طقوس ظاهرية.
من أبشع صور الظلم: أن تستأجر عاملاً ثم تنقص من أجره عمدًا، أو تؤجر بيتًا خربًا دون إصلاحه وتسليمه بما يليق للسكن، أو أن تحمل المستأجر فواتير لا تخصه. إن الله يرى كل شيء، فلا صلاة ولا حجة تنجي الظالم من عقاب ربه.
الأخلاق ليست خيارًا، بل هي واجب، تبدأ بعدم التدخل في شؤون الآخرين، والابتعاد عن إطلاق الشائعات التي تدمّر سمعة الأبرياء. كم من فتنة أشعلتها كلمة كاذبة أو خبر ملفّق رُوّج بين الناس؟! والكذب آفة تصيب الأبرياء بالضرر، و"كما تدين تدان".
لقد تفشى بيننا الحسد والغل والبغضاء، حتى صارت النزاعات تُشعل على أتفه الأسباب: سجادة، موقف سيارة، أو إغلاق شارع لفرح أو عزاء. وتصل هذه النزاعات أحيانًا إلى جرائم قتل! أين وصية الله بالجار، وأين احترام الكبير والوالدين؟!
إن العنصرية والعصبية العائلية والعشائرية تفشت بيننا، فصار الغريب في القرية أو الحي كأنه غريب بين وحوش، بدل أن يكون بين إخوة وأحبة.
الأزمة أزمة أخلاق قبل أن تكون أزمة دين أو سياسة. وما لم نُصلح أخلاقنا في معاملاتنا، فلن تقوم لنا قائمة، ولن نستحق أن نُسمى أمةً مؤمنة حقًا.
23/09/2025 08:55 am 141
.jpg)
.jpg)