
كنوز نت - بقلم رانية مرجية
مرثية إلياس خوري
بقلم رانية مرجية
في الذكرى الأولى لرحيله - 15 / 9 / 2024
أيها العابرُ بين الكلماتِ والدم،
أيها الواقفُ على أبوابِ المخيماتِ كحارسٍ للذاكرة،
ها أنتَ ترحلُ،
فتبكيكَ الحروفُ قبل العيون،
وتنحني أمامكَ الكتبُ كما تنحني الشواهدُ على القبور.
كتبتَ "باب الشمس"،
فصارت الشمسُ وطنًا لا يَغيب،
وكتبتَ "أولاد الغيتو"،
فصار الأطفالُ أحياءً في الرواية وإن ماتوا في الشوارع.
في حصار بيروت صرختَ: "مات العرب"،
واليوم، في حصار غزة،
أقول لك: لم يموتوا فقط،
بل دُفنوا تحت الركام،
بلا جنازات،
بلا رثاء،
بلا دمعةٍ تُغسّل وجوهَهم.
إلياس…
أيها الأخ، أيها الشاهد، أيها الضمير،
لم تكن كاتبًا فقط، كنت ذاكرةً تمشي،
كنت روايةً من لحمٍ ودم،
كنت فلسطينَ وهي تبحث عن وجهها في المرايا المكسورة.
نمْ هادئًا،
فكلماتك لن تموت،
ستظلُّ مفاتيحَ في جيوب اللاجئين،
وأغنيةً في أفواه الأمهات،
وشاهدًا أبديًا على أن الحكاية لم تنتهِ،
ولن تنتهي.
سلامٌ عليك،
سلامٌ على قلمك الذي ظلّ يقاوم،
سلامٌ على قلبك الذي حملَ بيروتَ وفلسطين معًا،
سلامٌ على روحك…
يا شاعر الذاكرة،
يا رسول الحكاية،
يا صديق الإنسان.
15/09/2025 03:44 pm 76