
كنوز نت - بقلم: رانية مرجية
"نور وصندوق الألوان"قصة للاطفال
بقلم: رانية مرجية
في بلدة صغيرة تُدعى زهرة الوادي، عاشت فتاة صغيرة تُدعى نور، كانت تحب الرسم أكثر من أي شيء آخر. كانت تملك صندوق ألوان خشبي قديم ورثته عن جدتها، وفيه كل درجات الألوان... ما عدا اللون الأسود.
كانت نور ترسم الزهور والطيور والبيوت، لكنها كانت دائمًا تتجنب اللون الأسود، وتقول:
"الأسود لون حزين، لا أريده في رسوماتي المبهجة!"
في أحد الأيام، وصل إلى المدرسة تلميذ جديد اسمه سامي. كان سامي مختلفًا قليلًا: بشرته أغمق من الآخرين، ويتكلم بلهجة مختلفة لأنه أتى من بلدة بعيدة. بعض الأولاد سخروا منه، لكن نور ظلت تراقبه بصمت.
في حصة الرسم، طلبت المعلمة من التلاميذ أن يرسموا "صورة تعبر عن الصداقة". جلست نور تفكر... وفكرت... ثم بدأت ترسم. رسمت شجرة كبيرة، وتحتها أطفال يلعبون من كل شكل ولون.
اقترب سامي منها بخجل، وقال:
"رسمك جميل جدًا... لكن لماذا لا تستخدمين اللون الأسود؟"
أجابت نور سريعًا:
"لأنه حزين! ولا أحب الحزن!"
ابتسم سامي، ثم أخرج من جيبه قلم تلوين أسود وقال:
"أتعلمين؟ الأسود ليس حزينًا دائمًا. هو لون الليل الذي نحلم فيه، ولون الأرض التي نزرعها، ولون شعري وشعر أمي... هل هذا حزين؟"
سكتت نور لوهلة، ثم أخذت قلم سامي، وبدأت تضيف ظلالًا سوداء على جذع الشجرة، وعلى شعر الأولاد، وفي السماء لتجعل النجوم تتلألأ.
في نهاية الحصة، رفعت المعلمة اللوحات، وقالت أمام الجميع:
"نور، رسمتك تحكي قصة صداقة جميلة… والألوان التي اخترتها تجعلها حقيقية وعميقة."
نظرت نور إلى سامي وابتسمت، وقالت:
"من اليوم، الأسود سيكون صديقي... تمامًا مثلك."
ومنذ ذلك اليوم، لم تعد نور تخاف من الألوان المختلفة، بل صارت تحبها جميعًا، لأنها عرفت أن المحبة الحقيقية تعني أن نفتح قلوبنا لكل لون، ولكل شخص، مهما كان شكله أو صوته أو طريقته.
هكذا علمها سامي أن الاختلاف... هو أجمل لون في الحياة.
01/07/2025 09:37 am 50