كنوز نت - بقلم: سليم السعدي – كاتب وفنان تشكيلي


"صناعة الكراهية.. بوابة إخضاع العرب والمسلمين لمشروع الدجّال"

بقلم: سليم السعدي – كاتب وفنان تشكيلي

في عالمٍ يتقن فنون التضليل، لا شيء يحدث صدفة. فحين تتحول الكراهية إلى منتج يُسوّق عبر الإعلام والسينما والمناهج الدراسية، ندرك أننا لسنا أمام مجرد "تحامل" أو "عنصرية"، بل أمام صناعة ممنهجة، لها أهداف تتجاوز حدود الإساءة إلى العرب والمسلمين، وتصل إلى قلب مشروعٍ شيطانيٍّ عظيم… مشروع الدجّال.

حرب الصورة والمعنى

منذ عقود، يُصوَّر العربي كإرهابي، والمسلم كمتطرف، والمرأة المسلمة كضحية. لا تُذكر فلسطين إلا وتُقرن بالإرهاب، ولا يُذكر الحجاب إلا ويُربط بالجهل والقمع. هذه ليست صدفة، بل فصل من فصول إعادة تشكيل العقل البشري الغربي والشرقي على السواء، ليُنتج ردات فعل تلقائية عدائية تجاه الإسلام وأهله.

لماذا الكراهية؟ ولماذا الآن؟

لأن المستهدف هو آخر حصن بقي واقفاً أمام مشروع الاستعباد العالمي. الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يعترف بسيادة الإنسان على أخيه الإنسان، والذي يرفض الطاغوت بكل أشكاله. المشروع الدجّالي، وهو مشروع الهيمنة المطلقة على العقل والروح والهوية، لا يستطيع أن يتمدد إلا إذا أُخضع الإسلام أولاً، أو شوّه، أو جُرّد من قوته، أو أُقصي من الساحة.

تفكيك المجتمعات.. سلاحهم الأخطر

في الداخل العربي، يُدفع بالشعوب إلى صراعات طائفية، عرقية، مناطقية. يتم تسويق "الحريات" بشكل مسموم يفتت القيم الأسرية، ويقلب الأولويات. فبينما يُهدم المسجد الأقصى، تنشغل الشعوب بتحديات "الترند" و"الفاشن"، ولا يُكترث للمذبوحين في غزة أو المخيمات.


من الخارج، يُغذّى العداء بكل وسيلة ممكنة: أفلام، أخبار مزيفة، منظمات حقوقية منحازة، وعقوبات دولية تنزل فقط على رؤوس من يقاوم المشروع الصهيوني.

الدجّال ليس فرداً فقط… بل منظومة

الدجال في أحد أبعاده هو نظام عالمي مبني على الكذب، يتحكم بالإعلام، الاقتصاد، السياسة، والوعي. يظهر في صورة "المخلّص"، بينما هو أصل الفتنة، وغاية الطغيان. ومفتاح دخوله هو صناعة أجيال خائفة، منهزمة، بلا بوصلة، ترى الحق باطلاً والباطل حقاً، وتسلم قيادها لمن يوعدها بالأمن مقابل العبادة والطاعة.

ما هو دورنا؟

إننا اليوم أمام لحظة مفصلية: إما أن نكشف الحقيقة ونقاوم، أو نسقط في حفرة الخداع ونُساق كما يُساق القطيع.

علينا أن نكشف أدوات التضليل، ونعيد قراءة الأحداث بعين الوعي والبصيرة.

أن نعيد للإسلام هيبته، ليس فقط بالشعارات، بل بالعلم، بالقوة، بالوحدة.

أن نفضح تحالفات الخيانة والتطبيع، ونعيد ربط الأمة ببوصلة القدس، كرمز أول، وأرض معركة كبرى.


خاتمة:

الكراهية ليست هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة لإخضاعك، لمسخ هويتك، لسلخك من دينك، لتهيئتك لقبول الدجال سيداً ومخلّصاً. لكننا نعلم، ويعلم التاريخ، أن النهاية لا يكتبها إعلام العدو، بل يسطرها الحق… وإن تأخر النصر، فإنه آتٍ، وإن طال الليل، فإن الفجر من خلفه قادم.