كنوز نت - نبراس التحفيظ والتربية القرآنية.


رسالة إلى الأهل
بين يدي العطلة الصّيفيّة
أبناؤنا أمانة فلنحصّنها بالقرآن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
الأهل الكرام
بين يدي خروج أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات إلى العطلة الصيفيّة هذا العام، نوجه إلى حضراتكم هذه الرسالة الأخوية، حرصًا منّا على حاضر الأبناء ومستقبلهم، خاصّة في ظلّ الظروف التي يمرّ بها مجتمعنا، سواء إزاء آفة العنف والجريمة، أو أجواء الحرب الدامية التي تشهدها المنطقة، والتي نسأل الله تعالى فيها السلامة والأمان.
أيها الآباء... أيتها الأمهات

إن الأبناء رأس مالنا الحقيقيّ، وهم أمانة عظيمة حريّ بنا أن نحفظها ونرعاها ونحصّنها بالتربية والتوجيه والتوعية، طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلّم. فالله تعالى أخبرنا أنّ {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحياة الدنيا} (الكهف: 46)، وهو القائل سبحانه: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (الفرقان: 74). وإنّ من أعظم ما افترضه الله علينا تجاه نعمة الذرية أن نقوم على أمر تربيتهم، وتعاهدهم بما يُصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم. والنبيّ عليه الصلاة والسلام أخبرنا أننا مسؤولون عن رعاية الأبناء في قوله عليه الصلاة والسلام: {كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ} (رواه البخاري).
 وإنّ من أولويات هذه الرعاية، أن نهتم بالأبناء أثناء العطلة الصيفية، ومراقبتهم ومتابعتهم وتذكيرهم وتوجيههم إلى ما هو خير لهم، وتحرّي علاقاتهم وصداقاتهم وذهابهم ورواحهم وأوقات فراغهم. فنحن نعيش في أجواء تهدد الأبناء بجرّهم إلى أماكن الخطر من حيث لا يعلمون، بينما هم يظنون أنّهم يحسنون صنعًا، وأنهم قد بلغوا من الوعي والإدراك ما يجعلهم يفرّقون بين الأشياء. فلنتنبّه إلى هذه المسألة، ولتكن عيوننا متيقظة طوال الوقت حرصًا عليهم وعلى سلامتهم، وسعيًا إلى إبعادهم عن البيئات الخطرة.
وإنّ أفضل ما يمكن أن نحصّن به أبناءنا وبناتنا هو ربطهم بالقرآن الكريم، وأجواء التربية الإسلامية العامّة من خلال التحاقهم بالمحاضن القرآنية والتربوية التي من شأنها أن توسع مداركهم وتنير قلوبهم وتقوّي عزيمتهم وتزيدهم علمًا وفهمًا وقوة وشكيمة وعزمًا، ومن ثمّ يكون الواحد منهم عنوانًا للشاب المستقيم الذي يشكل مع إخوانه لبِنات صلبة في بناء مجتمع قوي يسعى إلى النهوض والارتقاء.
فلا تتركوا الأبناء نهبة للأهواء ولا عبئًا على مجتمعهم، بل احرصوا أن يكونوا عنوانًا للأخلاق، ومن الذين يتأهلون ليحملوا غدًا أعباء الأسرة والمجتمع.
كذلك من الضروري أن نذكر في هذه الأجواء، التي أصبحت فيها الحرب المتفاقمة شغل الناس الشاغل، بضرورة الحرص على سلامة الأبناء من خلال الالتزام بأخذ أبواب الحيطة والحذر وعدم الاستهتار، والحذر الشديد أثناء التعاطي مع منصات التواصل الاجتماعي.
نسأل الله لكم ولأبنائكم عطلة صيفية مثمرة، مليئة بالنشاط والعطاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع الدعاء لكم بالخير والسلامة.
نبراس التحفيظ والتربية القرآنية.
26 ذو الحجة 1446 هـ /22/6/2025