.png)
كنوز نت - بطيرم
30 عاماً على إقامة مؤسسة بطيرم لأمان الأولاد
"انخفاض بنسبة 27% في وفيات الأطفال العرب نتيجة حوادث غير متعمدة منذ بدء توثيق المعطيات عام 2008"
-على مدار السنين ساهمت بطيرم لاتخاذ قرار حكومي بإنشاء خطة وطنية لأمان الاولاد والمبادرة لتشريع 24 من القوانين والأنظمة لتعزيز سلامة الاطفال والشروع لتحرك دولي لتغيير أقمشة مقاعد الامان لألوان موحدة
-أورلي سيلفينجر:"رغم هذه الإنجازات المهمة ندرك أن هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا. ستواصل بطيرم العمل، والريادة، والابتكار، ودفع كافة الخطوات والسبل لإنقاذ حياة الأطفال"
-منذ بدء توثيق المعطيات من قبل بطيرم حتى اليوم يمكن القول ان حوادث الطرق تعتبر في المكان الأول من حيث الإصابة والوفاة للأطفال في المجتمع العربي بـ 55% من إجمالي حالات الوفاة تليها حالات الغرق
تحتفل مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد هذا العام بمرور 30 عاماً على تأسيسها وعملها المكثف في مجال أمان وسلامة الأولاد. وتعتبر "بطيرم" المؤسسة الرائدة في مجال رفع الوعي لإصابات الأولاد من جيل الولادة حتى 17 عاماً، حيث عملت على مدار 30 عاماً ماضية لتعزيز السلوك الآمن لدى جمهور الاهل والبالغين وذلك للحد من إصابات ووفيات الأولاد جراء التعرض لإصابات غير متعمدة.
وكانت "بطيرم" قد تأسست عام 1995 حيث عملت في شتى المناطق في البلاد لتقليص إصابات الأولاد من خلال عدة محاور أهمها إقامة وانشاء مجمع معطيات بالتعاون مع وزارة الصحة، يشمل اعداد وفيات الأطفال بسبب الإصابات غير المتعمدة ومعطيات الإصابة وحالات تقديم العلاج للأطفال في غرف الطوارئ والمراكز الطبية، حيث تستخدم المؤسسة هذه المعطيات لتعتمد عليها في بناء استراتيجيات لرفع الوعي وتحديد الآليات الملائمة لتذويت مفاهيم امان والسلامة الأولاد بالتناسب مع المتغيرات الجغرافية والسلوكية ومراعاة الظروف والعادات الاجتماعية لكل الشرائح السكانية في البلاد.
وتشير معطيات "بطيرم" انه منذ بدء توثيق معطيات الاصابة والوفاة للأطفال عام 2008 لوحظ انخفاض بنسبة 39% في وفيات الأطفال نتيجة للحوادث غير المتعمدة، كما لوحظ على وجه الخصوص انخفاض بنسبة 27% في وفيات الأطفال من المجتمع العربي. وقالت بطيرم أيضا انه وبحسب المعطيات التي جمعتها على مدار السنين فيمكن القول ان حوادث الطرق تعتبر في المكان الأول من حيث الإصابة والوفاة للأطفال في المجتمع العربي، بما نسبته 55% من إجمالي حالات الوفاة، تليها حالات الغرق التي تمثل 11% من الوفيات. ويعتبر الأطفال من جيل الولادة حتى 4 سنوات الأكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب الحوادث غير المتعمدة في المجتمع العربي، حيث يشكلون 47% من إجمالي وفيات الأطفال العرب.
وتنشر "بطيرم" في كل عام تقريرها التلخيصي الذي يُقدم صورة عامة عن إصابات ووفيات الأولاد والأطفال في البلاد. كما قامت "بطيرم" مؤخرا بإجراء دراسة فريدة لتقدير التكلفة الإجمالية لإصابات الأطفال وتأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي، والتي بلغت حوالي 3.53 مليار شيكل، وتواصل المؤسسة عملها من خلال أبحاث عديدة تتعلق بالإصابات لتحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر وتطوير برامج تداخل، إلى جانب نشر مقالات مهنية في مجلات عالمية رائدة والمبادرة لإقامة مؤتمرات محلية ودولية حول مواضيع امان وسلامة الأولاد.
وبادرت بطيرم أيضا في خطوة فريدة في تطوير وتعزيز معيار "البيت الآمن" بالتعاون مع معهد المواصفات الاسرائيلي، ونجحت في قيادة تحرك دولي لتغيير أقمشة مقاعد الامان (Booster Seats) إلى لون موحَّد لخلق انطباع لدى الأطفال ممن يستعملون هذه المقاعد انهم أصبحوا أكثر نضجا من خلال جلوسهم على مقاعد ذات ألوان موحدة بعيدة عن عالم الاطفال.
وبما انها المؤسسة الرائدة في مجال امان الأولاد في البلاد عملت "بطيرم" على مدار سنوات على تحديد السياسة العامة والعلاقات الدولية بما يتعلق باتخاذ خطوات تشريعية وسياسية مهمة، بما في ذلك المساهمة الى اتخاذ قرار حكومي بضرورة بلورة خطة وطنية لسلامة الأطفال والمشاركة في تطبيقها، وتحديد أهداف وطنية لسلامة الأطفال لعام 2030 والتي تبنتها الحكومة رسمياً. كما قامت المؤسسة بالدعم والمبادرة لتشريع 24 قانوناً وأنظمة لتعزيز سلامة الأطفال، مثل قانون الإشراف على الأطر التعليمية، وتعديل تعليميات كيفية جلوس الأطفال في مقاعد الأمان، ووضع علامات على المنتجات الغذائية لمنع الاختناق، وتحديد درجة حرارة مياه الحنفيات بـ 55 درجة مئوية للحد من الحروق. كما تقدم المؤسسة الاستشارات والمشاركة في منتديات عامة ولجان تقييم وطنية، وتقديم المشورة للوزارات الحكومية لتعزيز سلامة الأطفال.
وعملت "بطيرم" منذ اقامتها على رفع الوعي لأمان الأولاد من خلال عدة محاور أهمها تأهيل مرشدين ومتطوعين في أنحاء البلاد، والذين فازوا بجوائز تقديراً لمساهماتهم في رفع الوعي في شتى الأطر الاجتماعية والتربوية. كما تعمل "بطيرم" أيضا في المستشفيات والأطر الصحية لتطوير وتطبيق برامج لتعزيز سلامة الأطفال وارشاد الوالدات وعائلاتهن في مواضيع سلامة المولود الجديد، وتقديم الاستشارات المهنية لطواقم المستشفيات، وتقديم الارشاد في مراكز الأمومة والطفولة والمبادرة لأكثر من 100 فعالية توعوية سنوياً ضمن "أسبوع سلامة الطفل"، وتأهيل آلاف المهنيين من مرشدين ومتطوعين في مركز التدريب التابعة للمؤسسة، فضلاً عن حصول "بطيرم" على اعتماد دولي لتأهيل تقنيين وفنيين مختصين لمقاعد الأمان الخاصة بالأطفال.
وتحدثت مسؤولة التمريض في اقسام الأطفال في المركز الطبي هعيميك في العفولة السيدة سندس بشارات عن عملها مع "بطيرم" وقالت: "بطيرم هي شريك مهني موثوق به يساهم في تطوير برامج توعية ووقاية من الإصابات غير المتعمدة. شراكتنا معهم عبر السنين عززت رسالتنا المشتركة لحماية الأطفال وضمان بيئة أكثر أمانًا"
اما المعلمة روزين خوري وهي مسؤولة ومربية للصف التعليمي في المستشفى الفرنسي في الناصرة فقالت عن التعاون مع "بطيرم": "على مدار 30 عامًا، كانت بطيرم شريكًا أساسياً لتعزيز سلامة الأطفال والوقاية من الإصابات. العمل مع بطيرم يعتبر أكثر من شراكة مهنية، لا بل رسالة إنسانية عميقة. معاً استطعنا أن نمنح الأطفال فرصة أكبر للأمان والابتسامة".
بدورها تحدثت العاملة الاجتماعية حكمية ياسين التي تعمل في المركز الطبي زيف في صفد حول عملها مع "بطيرم" وقالت: "من خلال عملي كأخصائية اجتماعية بأقسام طوارئ الأطفال بصفد قمنا مع بطيرم بتأسيس مشروع بعنوان معا من اجل الاطفال في صفد، الذي بدأ برفع الوعي لتقليص الاصابات لدى العائلات المتدينة في المدينة. كلي امل لمواصلة المشروع ونشر الوعي في الشمال مع تقديري وشكري للمؤسسة".
يذكر انه في إطار عملها لرفع الوعي لأمان الأولاد تعمل "بطيرم" أيضا عبر منصات متنوعة بما في ذلك موقع المؤسسة الإلكتروني الذي يسجل مئات الآلاف من الزيارات سنوياً، ومن خلال نشر أساليب اتباع السلوك الآمن في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والرقمية، بالإضافة لشبكات التواصل الاجتماعي أيضا بالعربية (فيسبوك وإنستغرام) مع حوالي 170 ألف متابع، واستخدام مجموعات واتساب تضم آلاف الأعضاء.
وتحظى "بطيرم" بتمثيل دولي كونها ممثلاً في إسرائيل لمؤسستين دوليتين رائدتين هما: ECSA (التحالف الأوروبي لسلامة الأطفال) وSafe Kids Worldwide. اضافة الى ذلك حصدت "بطيرم" العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك وسام رئيس الدولة للتطوع، وجائزة رئيس الكنيست، ووسام "ميدوت"، ووسام وزير الرفاه والخدمات الاجتماعية، بالإضافة إلى جوائز من منظمة Safe Kids Worldwide الدولية.
وتطرقت أورلي سيلفينجر، المديرة العامة لـ"بطيرم" الى عمل المؤسسة منذ انطلاقها وقالت:" فخورة بالإنجازات الكبيرة لبطيرم على مدى 30 عامًا. خلال ثلاثة عقود، نجحنا، بالتعاون مع شركائنا، في ان نضع سلامة الأطفال في صميم الخطاب العام والمهني في البلاد وإنقاذ حياة الأطفال. رغم هذه الإنجازات الهامة، ندرك أن هناك المزيد من العمل الذي ينتظرنا. ستواصل بطيرم العمل، والريادة، والابتكار، ودفع الخطوات الكفيلة لإنقاذ حياة الأطفال، مع تعزيز التعاون مع شركائنا في هذه المسيرة".

صورة اورلي سلفينجر تصوير عنبال مرماري

07/10/2025 09:16 am 158