.png)
كنوز نت - بقلم : سليم السعدي
" الشاه والشيطان " :
كيف سلمت ايران مفاتيح القدس لتل ابيب ؟
مقدمة :
في قلب الجغرافية السياسية للشرق الاوسط ، شكلت ايران نقطة ارتكاز رئيسية في استراتيجيات القوى الكبرى ، خاصة الولايات المتحدة الامريكية . لم تكن علاقة امريكا بايران مجرد شراكة سياسية ، بل كانت جزء من بنية اقليمية صممت لحماية مصالح واشنطن وتمكين الكيان الصهيوني من الهيمنة على الشرق الاوسط ، غالبا على حساب القضية الفلسطينية والشعوب العربية . في هذه السردية التي تروى من الزاوية الاقل تكرارا ، نكشف كيف تحولت طهران من حليف سري لتل ابيب الى حامل لواء المقاومة ، " مرورا بحكاية الشاه ، " الشرطي الذي خدم الشيطان
السردية الاولى : نشاة حكم اسرة بهلوي
بعض ضعف الدولة القاجارية ، صعد رضا خان ، الضابط في كتيبة القوزاق بدعم بريطاني ، ليؤسس في عام ١٩٢٥ اسرة بهلوي بعد اقصاء القاجاريين . سعى رضا شاه الى تحديث ايران بالنمط الغربي ، مما جعله يصطدم برجال الدين والنخبة التقليدية . لكن ميله الى المانيا خلال الحرب العالمية الثانية دفع بريطانيا والاتحاد السوفيتي الى اجباره على التنازل عن العرش عام ١٩٤١ لصالح ، ابنه محمد رضا بهلول .
التحول الامريكي : انقلاب ١٩٥٣ وبداية الهيمنة بعد ان قام رئيس الوزراء محمد مصدق بتاميم النفط ، تامرت والبريطانية على الاطاحة به في (CiA ) الاستخبارات الامريكية انقلاب عام ١٩٥٣ ، ليعاد الشاه محمد رضا الى الحكم بسلطة مطلقة هذه المرة . منذ ذاك الحين ، اصبحت ايران اقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الاوسط ، وحارسا لمصالحهم في الخليج ، حيث " لقب ب ،، شرطي الخليج
تحالف سري مع الكيان الصهيوني
رغم الخطاب العلني المنوائ لا سرائيل ، عقدت ايران تحت حكم الشاه تحالف خفيا مع الكيان الصهيوني . . صدرت النفط اليه ، وتعاونت معه امنيا من خلال الموساد ، الذي ساهم في تدريب جهاز السافاك القمعي . هذا التحالف شكل خيانة للقضية الفلسطينية ، حيث انخرطت ايران في ظل حكم الشاه في شبكة اقليمية تهدف الى كبح المقاومة وتهميش دور الشعوب
العالم العربي السني ومعادلة الهيمنة بالتوازي ، نسجت امريكا علاقة وثيقة مع انظمة سنية محافظة ، وكرست معادلة " العداء لايران " كغكاء لحماية المصالح الغربية . لكن هذه الاتظمة ، في معظمها ، لم تكن مناصرة حقيقية لفلسطين ، بل ساهمت في تعويم التطبيع مع اسرائيل ، ووفرت شرعية صمنية لنفوذها . بهذه السياسة ، ضربت كل امكانات تشكيل محور مقاوم عربي _ اسلامي ، وفرضت الهيمنة الصهيونية واقعا سياسيا
انهيار الملكية وصعود الجمهورية الاسلامية في ١٩٧٩ ، تفجرت الثورة الاسلامية بقيادة الخميني ، واسقطت نظام الشاه ، فاصبح التهديد الايراني المباشر لاسرائيل والغرب واضحا ، مما دفع الانظمة العربية السنية ، وخاصة في الخليج الى البحث عن تحالفات جديدة مع الغرب ، بما في ذلك الكيان الصهيوني في تلك الفترة ، بداء التعاون العربي مع الولايات المتحدة ياخذ شكلا جدبدا : تحالفات امنية وعسكرية تمهد الطريق للتعاون مع اسرائيل تحت ستار " مواجهة الخطر الايراني " هذا التحول ، الذي كان مبنيا على توازنات قوى جديدة ، جعل من اسرائيل لاعبا اساسيا في المنطقة ، حيث كان ينظر اليها كحليف مهم لضمان " الاستقرار " في وجه التهديد الايراني . وهكذا ، اصبح النفوذ الامريكي والاسرائيلي مهيمنا على المنطقة ، بينما بقيت القضية الفلسطينية على هامش التفاهات الدولية .
الخاتمة : اعادة النظر في السياسات الاقليمية
منذ فترة الشاه حتى اليوم ، كانت السياسة الامريكية في الشرق الاوسط تعتمد بشكل رئيسي على تحقيق مصالحها الاستراتيجية ، بغض النظر عن الشعوب او القضايا العادلة . ايران في عهد الشاه كانت احد ادواتها ، وكان الكيان الصهيوني احد الثوابت التي خدمت مصالح الغرب في المنطقة لكن مع تغير المشهد السياسي في المنطقة ، وظهور تحولات جديدة ، يبقى السؤال حول امكانية كسر هذا الطوق ، والعودة للقضية الفلسطينية كمحور اساسي للسياسات الاقليمية ، لا سيما في ظل تطورات جديدة مثل التقارب العربي مع اسرائيل ، وتحولات ، القوة في المنطقة لقد مثلت علاقة امريكا بالشاه تجسيدا واضحا لسياسة الاستعمار بالوكالة . كان الشاه اداة وظيفية في يد واشنطن ، لا تخدم شعبه بل مصالح من نصبوه . وساهم تحالفه مع اسرائيل في اضعاف الموقف العربي تجاه فلسطين . سقوطه لم يكن نهاية الحكاية بل بداية صراع طويل بين مشروع الهيمنة ومشروع التحرر ، ما يزال يلقي بظلاله على المنطقة حتى اليوم . فالادوار تنتقل بالوكالة بحسب الظروف والامكانيات والجو السياسي عامة ، فحين نراى دول عربية سنية تتخلى عن القضية الاساسية ، وهي قلب الامة العربية الاسلامية ومركز هام لوصية الرسول عليه الصلاة والسلام تعادي الفلسطيني المرابط ، فيجب على الشعب الفلسطيني ان لا يعول على تلك الانظمة الفاسدة وخصوصا بعد اتفقيات الخزي والعار لمنظمة التحرير الفلسطينية والتب خضعت لاملات مصر وبعض الدول العربية والضغط المخزي على قيادتها بالاتفاق القاتل والذي قسم مناطق فلسطين الى اجزاء واكثر مما هي جزئت فالخيانة اصبحت سياسة حكام العرب فلن يحرر فلسطين الا اصحابها فكلهم باعوها ، الى متى الصمت الرهيب يا شعب الجبارين ، فايام تهجيركم من ارضها اصبح يقينا ووشيك والله على ما اقوله شهيد ، ان لم تتوحدون على الكلمة والدين فلن ياتيكم النصر الذي وعد الله به المؤمنين منكم بعدالة قضيتكم ودينكم .
27/04/2025 12:01 am 79