شواطئ المدينة
جهاد بلعوم

مشاعر تسكن على شاطئ المدينة
تنام على سقف غيمة
تمد يدها منها ..
إلى البيوت
تداعب سقوفها الحزينة
تبكي عند كل مفصل من شوارعها
تدلك جبهة التلة
مشاعر تسكن بعيدا
عن ضوضاء قطار الرحيل
تنام في قلب الحارة
على سرير مربوط بجذع غيمة
كانت قد تخلفت عن موكب الرحيل
تلوح لسرب مشاعر يركض أسفل التلة
ليس له أول ولا آخر
يحدق بالبيوت
تارة حين يموت الأمل
وتارة حين تعج بالزغاريد
مشاعر خافتة اللون
قديمة الوجه
على خاصرتها المتدلية
من عنقود عنب
ولدت فلسطين

ولدت في أرض الميعاد
ولدت من رحم الحنين
أما زلتِ حزينة أيتها المشاعر !
أما زلت تسكنين أطراف المدينة !
عودي أيتها المشاعر
واسكني هناك
عند التلال القديمة
قِدم محمد والمسيح وآدم
قدم المحبة في كتب الله
قِدم العدم !
عودي أيتها المشاعر
عودي على متن غيمة ممطرة
فلا صوت يعلو
فوق أحاديث المشاعر
عودي بصحبة موجة صامتة
فلم تعد هنالك قصص تروى
على شواطئ المدينة
سوى أحاديث العودة !
_______