الأسد وأردوغان في سان بطرسبورغ قريباً
بقلم عادل شمالي
تتسارع الأحداث الجارية في المنطقة وخاصة بما يخص الأزمة السوري ومحاولة كل الأطراف الدولية والإقليمية الحصول على نصيبها مما يخدم مصالحها في هذا لبلد الذي دخلت إليه معظم المخابرات الدولية والإقليمية بعد أن وجدت هناك أرضية خصبة وبيئة حاضنة من بعض الأطراف السوريين.
من بين هذه الأحداث كانت الزيارة التي قام بها الرئيس التركي أردوغان إلى موسكو والتي التقى بها الرئيس الروسي بوتين في التاسع من شهر آب أغسطس الماضي حيث تباحثا فيما يخص مصالح بلديهما وحل المشاكل المعقدة بينهما.
وفي نفس السياق كانت قد تصدرت الحرب الدائرة في سوريا وموضوع الأكراد أولويات المباحثات التركية السورية كما يشير مراقبون خلال لقاء اردوغان – بوتين والعمل على إنهاء القطيعة، والحوار على الملفات الملتهبة كافة، بما فيها الملف الأبرز السوري، والتوصل إلى تفاهمات مبدئية بينهما، يجري اختبارها اليوم، لا سيما مع التدخل التركي في الشمال السوري.
عدة أسئلة تطرح نفسها في هذا الخضم من اللقاءات على المستوى الإقليمي والعالمي والمباحثات الدائرة حول الموضوع السوري والحرب الدائرة هناك، فهل يلتقي أعز أصدقاء الأمس وأكبر أعداء اليوم ,الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان , بعد عداء قوي بينهما لما يقارب من 6 سنوات؟ والذي كان سببه دعم أردوغان الجماعات الإسلامية المتطرفة وتمويلهم بكافة الطرق وإرسالهم عبر حدوده إلى سوريا للإطاحة بأعز أصدقائه “بشار الأسد” عن سلطة الحكم.
اين ومتى من المحتمل أن يلتقيا الرئيسان الأسد وأردوغان؟ هل سوف يكون اللقاء في موسكو برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفترة ما بين الثامن عشر من شهر أيلول الحالي , حتى الثاني والعشرين منه في لقاء يعتبر تاريخي بالنسبة للطرفين برعاية روسية؟.
في اعتقادي وبناءً ما ترشحه بعض المعلومات فأن التحضيرات لمثل هذا لقاء يمكن أن نقول قد بدأت خلال لقاء المصالحة في سان بطرسبورغ بين الرئيسَين اردوغان وبوتين في التاسع من شهر آب أغسطس الماضي.
وقد كانت مصادر مؤيدة للحكومة السورية لم تؤكد أنه سيكون لقاء كهذا ولم تحدد موعد هذا اللقاء.
يذكر أن جريدة السفير اللبنانية كانت قد نقلت في مقالة لمحمد بلوط عن اجتماع مرتقب للرئيسين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في نهاية شهر سبتمبر / أيلول الجاري وهذا لم يؤكد بعض من أي مصر مسؤول من كل الجهات المعنية بالأمر.
وقد أورد السيد محمد بلوط في مقالته، التي تحمل عنوان “بوتين يجمع الأسد وأردوغان؟”، إلى معلومات تؤشر على بدء التحضيرات للقاء الثلاثي منذ زيارة أردوغان إلى سان بطرسبورغ الروسية يوم 9 أغسطس / آب الماضي.
تأتي كل هذه التخمينات عقب وصول وفد أمني سوري كبير ضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وأحد كبار ضباط الشعبة، ومجموعة من ضباط المخابرات الجوية، ونائب مدير المخابرات العامة، واللواء علي مملوك رئيس مجلس الأمن الوطني إلى سان بطرسبورغ للتباحث بعد قضايا تخص الشأن السورية واللقاء بين الرئيس الأسد وأردوغان وهذا ما نقلته بعض المصادر الدبلوماسية الروسية والغربية وأن اللواء علي مملوك هو من
سيحدد موعد مثل هذا اللقاء على ضوء المشاورات التي سيجريها مع المسؤولين الروس والأتراك وما سينتج عن الزيارة التي سيقوم بها رئيس المخابرات التركية حقان فيدان إلى دمشق، ما بين العاشر والخامس عشر من أيلول الحالي.
أعود وأؤكد، إن شيئاً ما يُحضر له في صالونات السياسية العالمية والإقليمية فالتقارب الروسية التركي الإيراني والتفاهمات الروسية الأمريكية المرتقبة وصمود الجيش السوري ودخول الأتراك المعارك الدائرة في شمال سوريا وتهديده للقوات سوريا الديمقراطية الكردية للعودة والانسحاب من غربي الفرات، كل هذه المؤشرات تدل أن طبخة ما يحضر إليها. ومن المحتمل جداً أن صديقا الأمس وعدوان اليوم سيلتقيان قريباً، ربما في سوريا أو في تركيا أو لربما في موسكو.
فلننتظر إن غداً لناظره قريب.
.jpg)
03/09/2016 07:30 pm