كنوز نت - بقلم: رانية مرجية

في طريق العودة إلى الذات

  • بقلم: رانية مرجية
يسمح الله أحيانًا أن نقع في تجارب قاسية، لا لينهكنا، بل ليعلّمنا، ويصقل شخصيتنا، ويطهّر أعماقنا، ويدفعنا للتأمل العميق في خُطته الإلهية لحياتنا.
قد تكون التجربة أقسى مما يحتمله العقل البشري، وقد تبدو عابرة لمن اعتاد أن يُخضع كل شيء للعقل، متجاهلًا صوت الضمير. لكنها تكون موجعة، حدّ الأرق، والحزن، وكُره الذات، خاصّة لأولئك الذين اعتادوا أن ينشروا محبة الله من خلال عملهم، بمحبة عميقة، وفرح صادق، ومهنية عالية لا تعرف الكلل.
يسقط الإنسان أحيانًا، لأنه لم يتعوّد أن يُمهّد للخطوة بعشرة تفكير، ولأنّ الظروف قد تكون ضاغطة وملحّة. وقد يختار أن يضحي بسلامه الداخلي، في سبيل راحة قلب عزيز على قلبه. فيدخل نفق الحزن، والخوف، والوجع، والاكتئاب المُدمّر… وقد يصل به اليأس إلى حافة الحياة، ويهمس لنفسه: ليتني فكّرت بعمق أكبر.
لكن رحمة الله لا تنتهي…
فهو يبعث له ملائكة في هيئة بشر، يسندونه بكلمة، بلمسة، بحضور، فيحاول العودة إلى ذاته، إلى ذاك السلام العميق الذي عرفه قبل السقوط.
جلّ من لا يُخطئ يا أصدقائي. نحن بشر ولسنا قديسين ولا ملائكة، فلنتعلّم من أخطائنا، ونتوب عنها توبة صادقة لا عودة بعدها، حتى إن دفعنا الثمن، فالله غفور رحيم.
اغفروا لأنفسكم، وعيشوا نعمة الغفران.
وصيتي لكم:
ابتعدوا عن كلّ ما قد يسلب منكم سلام القلب والعقل والروح…
ذاك السلام الذي يفوق كلّ سلام، وكلّ مجد أرضي زائل
#رانية مرجية كاتبة إعلامية موجهة مجموعات