كنوز نت - ضياء محسن الاسدي

الإسلام المحمدي بديل عن الأديان الإبراهيمية
---------------------------------------- ضياء محسن الاسدي

      
(( كثر الحديث وتداولت في الآونة الأخيرة فكرة الأديان الإبراهيمية وتقارب الأديان الثلاثة وهي اليهودية والمسيحية والمحمدية وطرحت الفكرة والعمل بها بين شعوب العالم للخلاص من المشاكل والتقاطعات والصراعات الفكرية والعقائدية التي تعصف بين الشعوب وأن هذا التوجه الذي تقوده الجهات الماسكة على السلطة في العالم وقيادته ومحاولة منها فرض هذه الفكرة على شعوب المنطقة وخصوصا العربية والإسلامية لترويض عقولها على قبول الفكرة وأنها النفق المضيء والمخرج من الأزمات الاجتماعية والسياسية والحصول على الرفاهية والحرية لشعوب العالم فأن المناصرين لهذه الفكرة والمروجون لها كان الأولى بهم العمل بما جاءت الديانة الموسوية والمسيحية الصحيحة كما أنزلت من السماء وفكرتها ومنهجها وكذلك الفهم الصحيح والمعرفة للدين الخاتم والرسالة المحمدية التي تضمنت كل مفاهيم الرسالات والتعاليم التي سبقتها منذ نوح عليه السلام ومرورا بإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا عليهم أفضل السلام والتسليم والتي جاءت جميعها ملبية لكل متطلبات الناس في الكرة الأرضية وخارجها رسالة موحدة لكل الملل والنحل والشرائع فيها تبيان وبيان وهدى وموعظة وسلوكا ومنهاج فكريا وعلميا وعقائديا وتعبديا وأسلوب حياة عصري لكل زمان ومكان مواكب للحداثة وتطورها حتى قيام الساعة فالأولى لهذا الدين ( الإسلام ) الخاتم أن يُطبق ويُعمل به ويكون هو المهيمن على الجميع .
لأننا نعلم أن أول اتصال بين السماء والإنسان كرسائل توجيهية وهداية وفق طبيعة الحياة للإنسان هي مع النبي نوح عليه السلام بوصيتين أولها الإيمان بالله تعالى الواحد الأحد الصمد الفرد وبالوالدين إحسانا والبر بهما كنواة لبناء الأسرة المكونة للمجتمع البسيط بعدها توالت الرسل والنذر والإنبياء حتى أستلم النبي إبراهيم عليه السلام أول رسالة توحيدية حنيفة خالصة لله تعالى وبناء قواعد هداية منها عبادة الله تعالى وحده والحج للبيت الحرام كرمز للتشخيص التعبدي الجامع لكل الناس في أقطار الأرض ليشهدوا منافع لهم وتواصل فكري واجتماعي واقتصادي وهو أكبر تجمع بشري للعبادة والمحبة والسلام والأمن والأمان وبعدها توالت الرسل والنذر لمجموعات بشرية بعينها حين انحرفت عن جادت الصواب والحق واتخذت الشيطان قرينا ورمزا موجها لسلوكياتها وراعيا لهم في الحياة وحاربوا الله وقتلوا أنبياءه ورسله حتى أبيدت قراهم ومدنهم إلى أن وصل العقل البشري درجة من الوعي الفكري والتطور المجتمعي الذي يمكن أن يتقبل الفكرة الإلهية الجديدة الخاتمة المكملة لشريعة موسى وعيسى عليهم السلام كأول شريعة منهجية سلوكية اجتماعية تعبدية وعلمية وعملية تحدد مسار الحياة الإنسانية بتعاليم وشريعة توافق زمانها ومكانها وملائمة لكل العصور بكمال الوعي الإنساني الجديد التي ظهرت بها الرسالة المحمدية وهذه الرسالة الخاتمة هي مشروع إلهي عقائدي فكري نُزلت على النبي والرسول محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة . من هنا نجزم بالقول والفكر أن تكون هذه الرسالة المحمدية وهذا الدين الإسلامي القائد والرائد لقيادة المجتمعات البشرية من خلال الفهم الصحيح لتعاليم وسنن الله تعالى المتضمن بين دفة الكتاب المقدس ( القرآن )لإعادة الناس إلى الصواب والحياة الحرة الكريمة والفطرة السليمة وهذه المسئولية تقع على عاتق رجال الدين المخلصين يعرفون كنوز المعرفة للقرآن وذوي الاختصاص من المفكرين والباحثين فالأحرى بالعالم أن يتخذ من هذا الدين الخاتم ( الإسلام ) الحنيف منطلقا لحياة جديدة يعمها السلام الدائم والحركة الفكرية العصرية وأن تكون الأمة العربية هي القائد والمحور والمرتكز العقائدي لقيادة المشروع المطروح بعد إعادة النظر في الفهم القرآني وآياته ومراده وفهم الكتاب العميق بالطريقة الصحيحة الخالية من الغلو والسطحية والتراثية بعيدا عن التفاسير القديمة التي وقف العالم منها موقفا ظالما ومعارضا وبالضد والشك والريبة والضبابية في الفهم فالدين الإسلامي هو الدين الوحيد لله ( الدين عند الله الإسلام ) )