
كنوز نت - بقلم: سليم السعدي
إلى متى ... ؟
بقلم: سليم السعدي
إلى متى…؟
إلى متى تبقى يدانا في القيود؟
إلى متى نمشي على الأرض الحزينة
مثل أجسادٍ بلا روح،
مثل ظلٍّ هاربٍ من ضوء الوجود؟
إلى متى نسمع صرخةَ الدم،
ونرى جرحَ الحارةِ النازف،
ونقرأ خبرَ الموت
كأنّه فقرةٌ في صفحةٍ عابرة…
ونُطفئ وجعنا بالصمت
كأنّ الصمتَ قدرٌ لا يُكسر؟
يا قوم…
لقد أخجل صمتُكم الحجر،
وأبكى القبور،
وأنطق الشجر.
الميّت صاحَ تحت التراب: “كفى!”
والتراب ارتجّ،
والسماء أمطرت،
وحدكم ظللتم بلا صوت،
بلا عين،
بلا موقف،
كأنّ سحرًا ضرب قلوبكم.
أيعقل هذا الذي يجري فينا؟
أيعقل أن يسير القاتل بيننا كأنه سلطان؟
يفرّ من عدل الأرض،
ويختبئ خلف قانونٍ
لا يردع مجرمًا،
ولا يحمي مظلومًا؟
ويلٌ لأمّةٍ صالحت الفجور،
وأعطت للخوف عرشًا،
وللتخاذل سيفًا،
وللصمتِ سلطانًا
يحكمها منذ سنين.
انهضوا…
فالدمُ لا يُغسل بالبيانات،
والحقّ لا يعود بالرجاء،
والكرامة لا تُستعاد
إلّا إذا وقفنا صفًا واحدًا
في وجه هذا الليل.
اصرخوا…
ارفعوا وجوهكم للسماء،
قولوا للقتل: لن تمرّ،
وقولوا للخوف: انتهى زمنك،
وقولوا للظالم:
إن في هذا الشعب نارًا
تشتعل إذا نفد الصبر.
هذا عهدٌ نكتبه اليوم…
لا صمت بعد اليوم،
ولا خوف بعد اليوم،
ولا دمٌ يُهدر على الأرصفة
ثم يُغلق الملفّ
وكأنّ شيئًا لم يكن.
17/11/2025 01:03 pm 45
.jpg)
.jpg)