كنوز نت - مصطفى معروفي


نخل له حظ المجتهد
مصطفى معروفي
ـــ
كل جدار حيوي أبصره يقف على
فاهِ غديرٍ
أقرؤه فاكهةً تثمل في
منتصف الليل
نبيذا تعتمره مائدة
تتنافس وصليبا يقعي
بحدائق غلْبٍ في السهب
ولا تحرسها ـ دون مجازٍ ـ
مقبرة واحدة ٌ...
من مطر الهبوات البيضِ
أخذت نصيبا
واقتنع الغيم بإملاءاتي
لما أيقن أني أعرف بأن النخل
له حظ المجتهدِ
وقد يدخل باب الله،
أنا فيما سلَفَ اخترت من الحكمة
مقدار أنملةٍ

ثم بدأت أحدثني عن نزوات الغربة
وعن الشجن النبويّ يفاجأني
في البيتِ،
أنا في هذا الملكوت أسيرُ
وطورا أتكئ على عضد قرنفلة
تتوسد سمت طريق عامٍّ
طيلة ما حضرت...
إن لديَّ لصهيلا أبْذره
في الأمداء
أرمّم منه للأرض يقينا صلبا
أنا سيد هذا الطين المتمترس
في جهة الغيب
وسيد هذا الرمل الواجم
في العربات
وسيد كل الصخر الموسوم
بسعة النبضِ
أنا في الواقع
لا أقبل من حجَلٍ غاوٍ
في الغابةِ
أن يذهب حين يشاء
وأن يرجع حين يشاء.