كنوز نت -  بقلم: سليم السعدي


بئرُ العرب

 بقلم: سليم السعدي

كانوا الملوكَ على المكارمِ سادةً
وإذا دعـاهم مجـدُهـم لبّـوا النِّـدا

عَزفوا القصيدَ على الصدورِ كأنَّهُ
سيفٌ يُـقـدِّسُ حُـرَّةً ومُـوحَّـدا

لم تجمعِ البيداءُ فيهم رايةً
لكن جمعهمُ لسانٌ واحدا

حتى أتـاهـم مـن ضيـاءِ محمّدٍ
نورٌ أعادَ لقلبِهِم أنْ يولدا

فتحوا القلوبَ على الهُدى وتطهّروا
من كلِّ جاهليٍ أرادَ تفرّدا

لكنهم فُتِنوا بما قد حصّلوا

وغدوا يُنافقُ بعضُهم ويُجاددا

فهووا إلى البئرِ العميقِ كأنّهم
يوسفْ… ولكن ما وجدنا يوسفـا

غاب الضياءُ، وما تبقّى غيرُهم
في سجنِ ذلٍّ صاغَهُ من خافَدا

يتغنّـونَ بالـزُّهـرِ وبالأقنـانِ إنْ
لمّا تغنّى الأوَّلـونَ تَمجُّـدا

ويُبايعونَ الوهمَ، يصنعُ ربَّهم
سجّانُهم، ويخافُ ميتٌ جُلمُدا

يا أُمَّةً كانتْ ضياءَ حضارةٍ
هل تُبعَثينَ وقد سكنتِ المقعدا؟

عودي إلى اللهِ العظيمِ وعيشهِ
وإلى الكرامةِ والهدى تأبّدا

فإذا استنارت فيكِ جذوةُ صدقِهم
خرجتِ من بئرِ المهانةِ سيّدا