كنوز نت -  ضياء محسن الاسدي


في الدين والإيمان يرتقي الإنسان


 ضياء محسن الاسدي
        (( بما أن الدين هو مجموعة من السلوكيات العملية تُمارس في المجتمعات الإنسانية والفرد عليه إطاعتها والعمل بها حسب معرفته وإيمانه بها بمقدار تفكيره وعقله وفهمه لها وهذه المجموعة من القوانين والنواميس والسنن الذي يتفرد بها الله تعالى بسنها لتوجيه عباده في المجتمعات فالإنسان لابد أن تكون هذه القوانين والسلوك والمنهاج الكامل الرصين الضابط والقائد لسلوك الحياة وبناءها حرة كريمة مستقيمة يُعبر عن هذه القوانين والسلوكيات بمفهوم ( الدين ) وأن هذه السلوكيات حث الله تعالى بني آدم المتعلم على العمل بها وصيانتها من التلوث والإهمال البشري وأن يسير على نهجها ليرسم ملامح حياته حتى قيام الساعة وأعطى الحق تعالى للإنسان الحرية في توسيع دائرة معرفتها وفهمها وتطبيقاتها حسب تطور المعرفة الفكرية والنمو العقلي للفرد وحسب متغيرات نمط العيش للبشرية ومتطلباتها اليومية وللإنسان الحق في الإضافة والتوسع في المفهوم والتفكير والمعرفة على شرط عدم المساس بالثوابت والجوهر والقواعد الموضوعة بإتقان رباني لهذه السنن والنواميس الكونية التي وضعت من قبل الله تعالى منها العمل الصالح والعمل الحسن والعدل والمساواة والإيمان بالله تعالى ومعرفته حق المعرفة من خلال مخلوقاته في الكون الدالة على عظمته وبرمجته لهذا الكون الشاسع والارتقاء بالفطرة السليمة للعقل البشري وحث الإنسان على العمل بالأخلاق والقيم والمبادئ النقية وتطهير ساحة الإنسان من الظلم والجور لأخيه في الأرض وعدم ارتكاب الجرائم بحق المجتمع .علينا أن لا ننسى العلاقة التي تربط الإنسان بالله تعالى وهذه العلاقة الخاصة بين العابد والمعبود المتفرد بالعبادة والطاعة المطلقة بفرائضه وشعائره وحلاله وحرامه من شعائر تعبدية وطقوس دينية تقربه لله عز وجل بينها الصلاة والصوم والزكاة والحج والإيمان برسله وكتبه بدرجات متفاوتة بالممارسات التعبدية من غير تشدد ولا مغالاة ولا رهبانية ولا طاعة عمياء لغير الله تعالى كما يدعون بها رجال الدين بالتدين فأن الإيمان القلبي الواعي والممارسات لهذه الشعائر المذكورة هي هوية الرسالة المحمدية صلوات الله عليه وسلامه وأتباعه خاصة والتي تقيم محبتنا وتبيان هويتنا عن باقي الملل والنحل من اليهود والنصارى والمجوس والملحدين كل هذه الشعائر التعبدية تصب في مصلحة الفرد وتزداد قيمتها عندما يقترب الفرد من تنقيتها من الشوائب الدنيوية وحين توافق السلوك الديني الصحيح وتحقيق الغاية المرجوة منها من قبل الفرد .
علينا أن لا نخلط بين الدين والتدين والشعائر التعبدية للفرد ولا نفضل أحدها على الأخرى إلا أن السلوك الأخلاقي المجتمعي المرتكز على المبادئ والسنن والقوانين والعمل على رفعة المجتمعات الإنسانية وبناء ركائزها برصانة متينة والنهوض بها أخلاقيا ومجتمعيا واحترام قوانين الله تعالى وصيانة خلقه والحفاظ على العلاقات السليمة الراقية فيما بينهم بالفطرة السليمة والقلب المحب والتفكير المتدبر وحفظ النفس الزكية والإيمان بوجود الله تعالى ومعرفته حق المعرفة بالعلم والعقل السليم لا بالطاعة العمياء الغير متدبرة ومحاولة الاندماج في المجتمع بروابط وثيقة الصلة إنسانيا وفكريا وعقائديا مبنية على السلام والحب وإلغاء الخوف والقلق والابتعاد عن الإسلام كدين شامل لجميع البشر والكون وجعله النور الإلهي الذي يشع للعالم جميعا بأنواره وإيجاد المشتركات الأخلاقية الموضوعية والقيم والمبادئ والسنن واحترام العقل البشري والمنظومة الحياتية على الكون وخصوصا الأرض ونذوب بأخلاقنا وعقيدتنا الناصعة كمسلمين أتباع النبي والرسول محمد بن عبد الله صلوات الله عليه في المجتمع الكبير الواحد في الأرض وبهذا نحقق مراد الله تعالى والدين الحنيف الإسلام ))0000