.jpg)
كنوز نت - عمر دلاشة
مجلس البطوف يستضيف مؤتمر التربية اللامنهجية تحت عنوان "على الامتداد التربوي"
استضاف المجلس الإقليمي للبطوف اليوم الثلاثاء في القاعة الرياضية في العزير مؤتمر التربية اللامنهجية "على الامتداد التربوي" لمدراء أقسام الشبيبة في المجالس البدوية في الشمال ومدراء المدارس، بحضور رئيس المجلس الإقليمي للبطوف، ورئيس مجلس محلي البعينة نجيدات ومجموعة من مدراء المدارس والمربين، إضافة إلى العاملين في أقسام الشبيبة في المجالس البدوية في الشمال.
وأدارت المؤتمر باقتدار زهرة عمر التي رحبت بالحضور، وقدمت فرقة البطوف للتراث وصلة فنية على أنغام موسيقى وكلمات تراثية، بقيادة المدرب مروان طاطور، كما قدمت الطالبة طيبة خطيب وصلة عزف على العود لاقت استحسان الحضور.
وألقى الكلمة الأولى رئيس المجلس الإقليمي للبطوف عاهد رحال، الذي افتتح كلمته بالتعبير عن غضبه واستيائه من أحداث العنف التي تهدد مجتمعنا وتجاوزت حدود المعقول، ثم عرج على أهمية التعليم اللامنهجي والتي صنفها بأنها قلب التربية والتعليم، فـهناك الصلة المباشرة التي ليس بينها وبين القلوب وسائط، وهناك تُصاغ الروابط والانتماء، وهي التربية الحقيقية واللقاء الإنساني الحقيقي بين المرشد والطالب، وندرك أن الطريق صعبة مع شح الميزانيات وقلة الموارد ورغم ذلك من هذه القلة ننتج القوة، ونحافظ على تراثنا وهويتنا والتقدم والتطور مع الحفاظ على جذورنا.
وتابع رحال: "لنا الفخر في المجلس الإقليمي للبطوف أن أكثر من 600 طالب وطالبة ينضوي ضمن فعاليات هذا القسم في المجلس، وهذا تعبير حقيقي عن المشاركة والانتماء، وهي ميزة تميزنا بأننا قادرون على فتح قلوبنا لكل طالب وطالبة لأننا نؤمن أنه لا يوجد فتية شاذة إنما يوجد فتية بحاجة إلى توجيه وثقة، وهذا الاستثمار هو استثمار تربوي وتغيير على أرض الواقع، وخفض للعنف والجريمة ودمج الفتيان في المجتمع، وتربية للفضيلة وخط الدفاع الأول أمام مظاهر الجنوح السلبية والتي نعايشها يوميًا، وهذا ما يجعلنا نواصل الاستثمار لأننا نثق أن هذا هو أسلوب الحياة الصحيح في إدارة مجلس البطوف."
وختم رحال: "سنواصل تحويل التحديات إلى فرص، فـوراء كل باب يفتح أمام الشباب يغلق باب أمام الجنوح والعنف، فشكرًا لجميع القائمين على هذا المؤتمر وشكرًا لجميع الحضور."
ثم ألقى رئيس مجلس محلي البعينة نجيدات، سعيد سليمان، كلمة أكد فيها على أهمية دور التربية اللامنهجية في مكافحة مظاهر العنف، مؤكدًا أن هناك واجبًا اجتماعيًا يقع على عاتقنا نحن كمجتمع لمنع هذه المظاهر، فنحن على حافة الضياع وعلينا تحمل المسؤولية، التربية والتعليم تعتمد على أربع ركائز هي: السلطة، المدارس، المساجد، والأهل، والأهل لهم الدور الأكبر، وعلى كل طرف أن يتحمل المسؤولية، وكل فرد فينا مسؤول عما وصلنا إليه، علينا محاسبة الذات، حتى عام 2000 كانت معطيات العنف لا تتجاوز أربعة قتلى، هذا العام وصلنا إلى 204 حالات قتل، ونتمنى أن نجد الطريق لوقف هذا الانهيار، المسؤولية تقع على عاتقنا، وعلى الدولة مسؤولية محاربة "الخاوة" والجريمة المنظمة، ونحن علينا تحمل مسؤوليتنا أيضًا، من خلال التربية للأخلاق والفضيلة.
وألقت مديرة قسم الشبيبة في المجلس الإقليمي للبطوف، هبة فلاح، كلمة قالت فيها: "يسعدني أن أقف أمامكم اليوم في هذا اللقاء الذي يجمع بين قلوب تؤمن بالتربية وعقول تخطط للمستقبل وأياد تعمل من أجل الإنسان. إن التعليم لا ينتهي مع آخر جرس، وأن التربية الحقيقية تبدأ عندما نرى الإنسان بكل ما فيه من طاقات وأحلام وتحديات. عندما نتحدث عن الاستمرارية التربوية فنحن لا نتحدث عن مشروع مؤقت أو إطار إداري بل عن رؤية متكاملة ترى المسار التربوي كرحلة من الطفولة لا تنتهي أبدًا. رحلة يعيشها الطالب بين المدرسة والبيت والمجتمع، ويمر فيها بين أذرع مختلفة: معلم، مرشد، منسق، مدير، ومربٍّ. لكن الهدف واحد: أن نمنحه الشعور بالانتماء، بالأمان، وبالإيمان بنفسه."
وتابعت فلاح: "التربية اللامنهجية هي الجسر الذي يربط بين المعرفة والحياة. هي التي تترجم ما يتعلمه الطالب في الصف إلى سلوك وممارسة. هي التي تمنحه الأدوات ليصبح مواطنًا فاعلًا، مبادرًا، وقائدًا، وإنسانًا مؤثرًا في محيطه. نحن من نمنحه المساحة ليحلم، ليقود، ليتخطى ويتعلم، وليصنع فرقًا."
"إن الاستمرارية التربوية هي الالتزام. التزام بأن نرى كل طالب وطالبة كعالم كامل. ليس كرقم في سجل أو ملف في حاسوب. أن نرافقهم في لحظات قوتهم وضعفهم، في نجاحاتهم وإخفاقاتهم، وفي أوقات الإلهام والعناء. أن نكون لهم المرآة التي تعكس أجمل ما فيهم حتى عندما لا يرونه في أنفسهم."
وألقى الكلمة الأخيرة مفتش التعليم اللامنهجي محمد سواعد، الذي بين أهمية التعاون بين الأطراف المختلفة في العملية التربوية لتحقيق مصلحة الطالب. وشدد على الشراكة في العمل التربوي وضرورة توسيع المشاركة والتعاون بين السلطة المحلية، والمؤسسة التربوية، والجمهور، مشيرًا إلى أن هذا التعاون ليس خيارًا بل هدف رئيسي وواضح.
ودعا سواعد إلى تمكين الطلاب والمبادرات وفتح المجال للمشاركة لإتاحة الفرصة لكل الطلاب للمشاركة، ودعم المبادرات فمن المهم جدًا الاستماع للمبادرات التي يقدمها الطالب وتشجيعه عليها، حتى لو لم تكن أفكاره صحيحة تمامًا، لـيُسمح له بالتعليم والإصلاح والتقويم. (يجب توضيح جملة: تصويبه الى المسار الصحيح. هل هي تكملة؟)
وشدد سواعد على أهمية العمل على تحقيق الأهداف الأساسية التي وصفها بالجذور المرتبطة بالمستقبل، وتعزيز الترابط المجتمعي وأهمية هذه النشاطات لربط الفرد الناشئ بالمجتمع. ثم ختم أقواله بالتأكيد على أن الإنسان يُحترم بغض النظر عن وظيفته أو منصبه، وشدد على أن الإنسانية تأتي قبل كل شيء.
أما الحلقة الأخيرة فكانت محاضرة شيقة قُدمت بأساليب مبتكرة للمحاضر نادر جحماوي، وعصف أفكار بين الحضور








28/10/2025 08:08 pm 32
.jpg)
.jpg)