كنوز نت - عدوي

علاج رضيع في المركز الطبي تسفون (بوريا) بسبب استخدام خاطئ لمرهم بعد الختان (الطهور)
*تم إدخال الرضيع إلى وحدة العناية المركزة للأطفال، وتلقى العلاج واستعاد عافيته بفضل التشخيص السريع والعلاج الفوري.

عالج المركز الطبي تسفون (بوريا)، مؤخرًا، حالة طبية مقلقة وغير عادية، حيث نُقل رضيع عمره سبعة أيام إلى قسم الطوارئ بعد أن لاحظ والداه أن لون جلده بدأ يميل إلى الأزرق – ما يدل على نقص في الأوكسجين. وبعد الاستيضاح، اكتشف الأطباء أنه في خطر نتيجة لاستخدام مرهم بطريقة غير مطابقة للتوصيات الطبية. 
عند وصول الرضيع إلى قسم طوارئ الأطفال في المركز الطبي تسفون، قام الدكتور شادي عرطول، مدير وحدة الجهاز الهضمي للأطفال وطبيب أطفال كبير في قسم الأطفال، بفحص الرضيع، مع طاقم الأطباء والممرضات في قسم الطوارئ. وقال: "أظهرت الفحوصات الأولية، أن نسبة الأوكسجين لديه كانت منخفضة جداً (85–88%)، على الرغم من أن الحمل والولادة طبيعية. كان يرضع جيداً، وبدا مرتاحاً، ولم تظهر عليه أي علامات مقلقة أخرى سوى تغيّر لون بشرته إلى الأزرق. أظهرت الفحوصات الجسدية والمخبرية أن جميع المؤشرات كانت طبيعية، باستثناء نسبة عالية من الميتهيموغلوبين بلغت 30%، وهي حالة طبية طارئة تُعرف باسم الميتهيموغلوبينيميا، حيث تتأثر قدرة الجسم على نقل الأوكسجين إلى الأنسجة، وغالباً ما يكون السبب التسمم".

السبب: مرهم مخدر موضعي تم دهنه على الجرح 

تحدث الدكتور عرطول مع الوالدين، وبعد أن لاحظ أثناء الفحص إجراء ختان (طهور)، سألهما إن استخدما مرهماً مخدراً موضعياً من نوع "Emla" أو "عزراكائين" أو "بريليدين". وتبيّن أنه قبل يومين من ظهور الأعراض، خضع الرضيع للختان، وبعد ذلك تم دهن مرهم مخدر على الجرح، خلافًا للتوصيات الطبية، لتخفيف الألم – وهو مرهم يحتوي على "ليدوكائين" و"بريلوكائين"، المعروف بأنه يسبب الميتهيموغلوبينيميا عندما يُستخدم على الجروح المفتوحة. وفي هذه الحالة، تم الإفراض في كمية المرهم.


بعد التشاور مع مركز التسمم، تقرر بدء علاج فوري باستخدام الدواء المضاد: "الميثيلين بلو"، وتم إدخال الرضيع إلى وحدة العناية المركزة للأطفال وهو في حالة مستقرة. وبعد عدة أيام، تحسنت حالته وتم تسريحه إلى المنزل.

مناشدة للجمهور: احذروا من استخدام مراهم التخدير على الجروح المفتوحة

وأكد الدكتور عرطول: "الحديث عن خطر فعلي. تُبرز هذه الحالة، أهمية فهم التعليمات الطبية والمخاطر الكامنة في الاستخدام غير الصحيح للأدوية. هذه الأنواع من مراهم التخدير، ورغم أنها فعالة ونستخدمها أيضاً في طوارئ الأطفال، إلا أنه يُمنع استخدامها على الجروح المفتوحة، وخصوصاً لدى الرضّع، بسبب خطر التسمم المرتفع. من المهم أن يكون كل من يشارك في رعاية الرضّع بعد الختان، على دراية بالتعليمات ويتجنب استخدام المراهم التي قد تُعرّض حياة المولود للخطر".

نغم نحاس جبالي، مديرة الصيدلية في المركز الطبي تسفون قالت: "يتم التعامل مع المرهم الخارجي مثل أي دواء آخر. دهن المرهم قد يكون خطيراً بل وسامًّا إذا لم يُستخدم بشكل صحيح، لأن المادة الفعالة تُمتص إلى داخل الجسم، ويُصبح هذا الامتصاص خطيراً بسبب سوء الاستخدام، مثل التكرار المفرط في دهنه أو بكميات كبيرة جداً، أو خلطه مع أنواع مراهم أخرى، أو استخدامه في مناطق من الجسم يُمنع دهنها، أو وضعه على جروح مفتوحة. لذلك، ولتجنب الخطر، يجب قراءة تعليمات الاستخدام بدقة شديدة حتى للمراهم، واتباعها حرفياً، والتشاور دائماً مع الطبيب أو الصيدلي حول أي سؤال أو شك قبل بدء العلاج".

في الصورة الدكتور شادي عرطول يمسك الدواء المضاد - تصوير المركز الطبي تسفون