كنوز نت - عبدالرحمن اشرف


مؤتمر الدعاة الشباب الثالث: 
روح جديدة في ميدان الدعوة واقتحام العقبات
كنوز نت - في مشهد دعوي مهيب، نظمت حركة الدعوة والإصلاح يوم السبت (11/10/2025) مؤتمر الدعاة الشباب الثالث تحت عنوان "الدعاة الشباب واقتحام العقبات"، بمشاركة واسعة من شباب الدعوة في الداخل الفلسطيني، وطلاب وخريجي العلم الشرعي، وبحضور كوكبة من المشايخ والمربين والدعاة

انعقد المؤتمر في قاعة ميس الريم ببلدة عرعرة، حيث افتتحه الشيخ مقداد ناطور بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن اعتزازه بالحضور، مؤكدًا مكانة الدعاة الشباب ودورهم في نهضة الأمة، قائلًا: "أيها الإخوة الكرام، أيها الدعاة الشباب، أنتم عماد هذه الأمة وسر نهضتها، أنتم أحفاد عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني، وقائد فتوحات الإسلام، والفاتح الأول لبيت المقدس." وتلت الكلمة تلاوة مباركة من القرآن الكريم بصوت الشيخ حذيفة عماد يونس.
ثم ألقى الشيخ أمير نفار كلمة حركة الدعوة والإصلاح بعنوان "قلوب ورعة أمام العقبات الوعرة"، تناول فيها أن الدعوة لا تُمنح التمكين إلا بعد الابتلاء، وأن اقتحام العقبات يتطلب الورع والتقوى وحسن الصلة بالله، مؤكدًا أن الثبات والنصر ثمرة الإخلاص والعبادة الصادقة، لا مجرد التخطيط أو القوة المادية.
وفي كلمته بعنوان "قصص من التحديات"، قدم الشيخ محمود وتد ثلاثة مقاطع مصوّرة لتجارب دعوية ناجحة من الداخل الفلسطيني، تناولها بالتحليل والتوجيه التربوي، مشددًا على أن الدعوة تقوم على صدق النفوس وعمق التربية لا على كثرة الأعداد، وأن التوريث الدعوي هو عملية مستمرة لنقل الروح والرسالة قبل نقل المهام، مع التأكيد على ضرورة تطوير الوسائل الدعوية لمواكبة العصر دون الإخلال بالثوابت والمضمون الأصيل.

كما شهد المؤتمر فقرة مسرحية مميزة قدمها الشابان عبد الله شقير ومحمد مصاروة بأسلوب إبداعي لافت، ركزت على أهمية توظيف الوسائل الحديثة والتقنيات الرقمية في نشر الدعوة وإيصال رسالتها إلى مختلف شرائح المجتمع، مؤكدين أن مواكبة التطورات التكنولوجية تسهم في تعزيز حضور الدعوة وزيادة أثرها الإيجابي.

وتضمن المؤتمر كذلك فقرة حوارية بعنوان "مواجهة التحديات: رؤية وحلول"، أدارها الطالب الجامعي معاذ شحادة بمشاركة الشيخين عبد الكريم حجاجرة وعبد الله إدريس، حيث ناقش المشاركون جملة من القضايا الدعوية الراهنة، من أبرزها خطر النزعة الفردية وأثرها السلبي على العمل الجماعي، وضرورة ترسيخ قيم الشورى والتعاون، وتحقيق التوازن في حياة الداعية بين الجوانب الإيمانية والعلمية والجسدية والعائلية والدعوية. كما تم التأكيد على أهمية الانسجام بين شخصية الفرد وانتمائه للجماعة، مع الحفاظ على روح المبادرة والإبداع، واعتبار وضوح الرؤية والثبات والتضحية وحسن الصلة بالله ركائز أساسية لاجتياز العقبات ومواجهة التحديات.

وفي ختام المؤتمر، جرى تكريم الفرق الفائزة في مسابقة المشاريع الدعوية التي أعلنت عنها حركة الدعوة والإصلاح مسبقًا، حيث فاز فريق "النور والإيمان" بالمركز الأول عن مشروع رقمي يسعى لتطوير المحتوى الدعوي عبر إنتاج فيديوهات مؤثرة وعصرية على منصات التواصل الاجتماعي، فيما حصل فريق "يسارعون في الخيرات" على المركز الثاني، وفريق "بشائر الخير" على المركز الثالث، مع تقديم عرض موجز لأبرز المشاريع الفائزة.
واختتمت فعاليات المؤتمر بجملة من الوصايا والمخرجات التي أكدت على تعميق الصلة بالله والتزود بالتقوى والورع كأساس لمواجهة الفتن والابتلاءات، وعلى أهمية إعداد وتأهيل الكوادر الشبابية علميًا وتربويًا لضمان استمرار العمل الدعوي عبر الأجيال، مع الدعوة إلى الجمع بين الأساليب التقليدية والعصرية في الدعوة ضمن الضوابط الشرعية، لتوسيع دائرة التأثير والوصول إلى مختلف فئات المجتمع.

وجاء المؤتمر الذي تنظمه حركة الدعوة والإصلاح للسنة الثالثة على التوالي بمثابة محطة دعوية متميزة ومنصة لتبادل الخبرات وتجديد العزيمة، وقد جسد روحًا جديدة في ميدان الدعوة تؤكد أن الشباب هم عمادها الأصيل وحَملة رسالتها المتجددة في الداخل الفلسطيني.