كنوز نت - بقلم: سليم السعدي


حين ينتشر السرطان في جسد أمة
بقلم: سليم السعدي

حين ينتشر السرطان في جسد أمة، فاعلم أن نهايتها قد اقتربت. فذلك الداء الخبيث لا دواء له إلا بالاستئصال، ولكن إذا ما تغلغل الورم في كل خلايا الجسد، فإن العملية الجراحية، مهما بلغت دقتها، نتيجتها صفر، والموت هو الحكم الأخير.


سرطان الأمم ليس مرضًا جسديًا، بل هو الفساد والخيانة والانبطاح، هو التنازل عن الحق، والتطبيع مع الباطل، هو أن يصبح الخائن بطلاً، وأن يُسجن الشريف، وأن تتحول دماء الشهداء إلى حبر على أوراق المؤتمرات.

إنه مرض يبدأ بخلايا صغيرة مسمومة، هم أولئك الحكام الذين باعوا قضايا شعوبهم في أسواق السياسة الرخيصة، ثم يتسع حتى ينهش قلب الأمة وعقلها وروحها، فلا يبقى فيها إلا جثة تتحرك بلا إرادة، أو جسد بلا نبض.

وحين يصبح الاحتلال صديقًا، والعدو حليفًا، والدم الفلسطيني ماءً، فاعلم أن السرطان قد وصل إلى المخ، وأن الأمة دخلت في غيبوبة تاريخية، لا يفيق منها إلا من يملك شجاعة البتر… بتر الخيانة، بتر العملاء، بتر كل يد مدت للعدو يد السلام، وهي ملوثة بدم الشرفاء.

فالتاريخ لا يرحم، والشعوب التي لا تستأصل سرطانها مصيرها أن تُدفن معه في القبر ذاته. واللهم اشهد… لقد بلغنا.