كنوز نت - بقلم: سليم السعدي



صرخة غزة: ماذا ستقولون لربكم عن أطفالها؟

بقلم: سليم السعدي

أيها العالم…

إلى قادة الدول، إلى من يملكون الكلمة والبندقية، وإلى شعوب الأرض التي تملأ الشوارع إذا ارتفعت أسعار الوقود، وتصمت إذا أُحرِقت أجساد الأطفال في غزة:

بأي وجه تقفون أمام ربّكم الذي تزعمون أنكم تؤمنون بتعاليمه؟
كيف تبرّرون صمتكم، وأنتم تشاهدون أطفالاً يُذبحون، يُحرقون، ويُدفنون تحت الركام، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم وُلدوا على أرض يريدها المستعمر "أرضاً بلا شعب"؟

وجوهكم أمام مرآة الحقيقة

حين يُسأل كل حاكم وسفير وناطق رسمي: لماذا صمتّم؟
لن تنفع بيانات الإدانة، ولا عبارات "نأسف ونعرب عن قلقنا"، ولن يجدي قولكم إنكم "لم تروا" أو "لم تسمعوا". فالعالم كلّه شاهد الصور، وسمع صرخات الأمهات، ورأى الأطفال يموتون عطشاً وجوعاً وقصفاً في وضح النهار.

هل ستقولون: "لم نستطع فعل شيء" وأنتم من يملكون السلاح والمال والفيتو؟
أم ستقولون: "القانون الدولي قيّدنا" بينما أنتم من يكتب القانون ويمزّقه حين يخدم مصالحكم؟

أي شرع يبيح قتل الأطفال؟

تزعمون أنكم أبناء الحضارة والشرائع السماوية. فأي كتاب مقدّس، وأي دستور أخلاقي، وأي شريعة سماوية تبرّر قتل الأطفال وتجويعهم وحرقهم؟

أتستدلّون باسم الله لتبرير الإبادة؟
أتستشهدون بالكتب التي أنزلها الله لتبرير الحصار والقتل؟

أنسيتم أن الله نفسه قال في كتبه جميعاً: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً"؟
أم أن أرواح أطفال غزة لا تُحسب "نفوساً" في ميزانكم لأنها خارج حدود "العالم الحر"؟

شهود في محكمة السماء

يا من تصمتون اليوم، وتظنون أن الكاميرات تطمس الحقائق:
سيقف أطفال غزة غداً في محكمة السماء، يشهدون على من قتلهم، وعلى من صمت عن دمهم.
سيحملون ألعابهم الملطّخة بالغبار كشهود إثبات، ويُسمع صوتهم في محكمة لا تعرف الفيتو ولا الصفقات.

وفي ذلك اليوم، لن ينفعكم الإعلام الموجَّه، ولا لجان التحقيق المؤجّلة، ولا جيوش المستشارين الذين يكتبون أعذاراً لا قيمة لها أمام الحقّ المطلق.

نداء السماء وأجراس العودة

إلى الشعوب قبل الحكومات:
نداء السماء ليس شعاراً، بل وعدٌ أن الظلم لا يدوم، وأن الدماء التي سالت ستنبت جيلاً لا يقبل الاستعباد.
وأجراس العودة التي تدقّ في قلوب الأحرار، ستقرع أبواب قصوركم إن واصلتم الصمت، فالتاريخ لا يرحم، والسماء لا تغفر للظالمين ومن أعانهم أو سكت عنهم.

الخلاصة

إلى كل من يسمع هذه الكلمات:
إما أن تكونوا مع الحياة أو مع الموت، مع الإنسانية أو ضدّها، مع الأطفال الذين يصرخون تحت الركام أو مع من يدفن صرخاتهم بالحديد والنار.
فاختروا موقفكم الآن… قبل أن يسألكم ربّكم، وتسألكم الأجيال القادمة:
"أين كنتم حين كانت غزة تُباد وأطفالها يُقتلون أمام أعينكم؟"