كنوز نت - بقلم الكاتب الفنان: سليم السعدي



هل بيعت فلسطين؟ ومن المشتري الحقيقي؟"
بقلم الكاتب الفنان: سليم السعدي
هل بيعت فلسطين فعلًا؟ أم أننا نعيش في وهم البيع بينما الصفقة تمت منذ زمن بعيد، بتوقيع خفيٍّ من داخل البيت العربي نفسه، قبل أن تُختم في عواصم الاستعمار؟
من المؤسف أن يتحوّل الإنترنت، الذي كان من المفترض أن يكون أداة للوعي والتحرر، إلى وسيلة جديدة لاستمرار البيع الرمزي والتنازل عن فلسطين، عبر ترويج التطبيع، وتزييف الوعي، وقتل الحسّ المقاوم، وتسويق رواية المستعمر على أنها واقع لا مهرب منه.

إننا حين نتساءل: من سمح للصهيونية بالتغلغل في قلب الأمة؟ لا يمكننا أن نهرب من حقيقة أن بعض الأنظمة العربية، وعلى رأسها أنظمة الخليج، فتحت الأبواب تحت شعارات الاقتصاد والأمن، بينما الحقيقة أن القضية كانت دائمًا أكبر من أن تُختزل في شعارات.
لقد بدأت المؤامرة باكرًا، منذ أن زُرعت الفتنة في جسد الأمة الإسلامية في أواخر العهد العثماني، حين استُبدلت الوحدة بالخلاف، وزُرعت الطائفية والمذاهب المصطنعة التي حذر منها القرآن الكريم والرسول محمد ﷺ، حين قال إن هذه الأمة ستفترق إلى فرق، كلها في النار إلا واحدة.
وما بين سايكس وبيكو، مرورًا بوعد بلفور، وحتى مؤتمرات مدريد وأوسلو والتطبيع الجديد، يتكرر المشهد ذاته: تقسيم الأرض، سرقة الخيرات، واغتيال الوعي، وكل ذلك تحت رعاية بريطانية كانت رأس الحربة في إشعال الفتن، ثم خلفتها الولايات المتحدة، راعية الفوضى المنظمة ونهب الشعوب باسم "الحرية" و"الديمقراطية"
اليوم، الساحة السياسية العالمية مستنقعٌ من الأخلاق الفاسدة والضياع الديني، تقوده مجموعة نخبوية تعبد المال والقوة، لا دين لها ولا ميثاق. تلك المجموعة هي التي تدير المسرح، بينما العالم الإسلامي غائب أو مغيّب، بعد أن فُقد القائد العادل والخليفة الراشد، الذي يحفظ وحدة الأمة وهويتها، ويكون حارسًا لثقافتها من الاندثار.
لكن السؤال الحقيقي هو: لماذا قبلنا بهذا الذل؟ لماذا نعيش عبيدًا في ظل هذا النظام العالمي المريض؟
الجواب مرّ، لكنه واضح: لأننا فقدنا الإيمان، لا بمعناه الطقوسي، بل الإيمان العميق الذي يصنع الإنسان الحر، الذي يرفض الظلم، ويثور على القيد، ويزرع بديلًا لما فُقد.
إن التحرر ليس فقط سلاحًا، بل وعيٌ وعقيدة، وثقافة، وفعل مستمر. ولو عرف العرب والمسلمون طريقه، لعاشوا بكرامة وأمن وسلام، ولما تمكنت حفنة من الفاسدين من بيع قضية أمة، وتسويقها كسلعة على طاولة المساومات الدولية.
فهل آن أوان اليقظة؟