كنوز نت - الناصرة


إعلام يطلق الدورة الرابعة من مشروع الصحافة الجندرية: تدريب متعدد الهويات والحقول



كنوز نت - أطلق مركز إعلام بالشراكة مع منصة "Politically Correct"، أعمال الدورة الرابعة من مشروعه لتطوير الصحافة من منظور جندري، من خلال يومين تدريبيين مكثفين عُقدا في فندق "عيدن إن" بزخرون يعكوف، يومي الأحد والاثنين، 20–21 نيسان 2025. شاركت في التدريب 30 صحافية وناشطة من المجتمعين العربي واليهودي، ينتمين إلى حقول مهنية متنوعة، ويجمعهن الالتزام بتطوير خطاب إعلامي نقدي يعكس الواقع الجندري المركّب في الحيز العام.

المشروع يسعى إلى خلق مساحة تعلم جماعية تتجاوز المهارات التقنية لتؤسس لفعل إعلامي واعٍ ومؤثر. المشاركات في الفوج الجديد سيعملن خلال الشهور القادمة على إنتاج تقارير، مقالات، بودكاست ومواد مصورة تتمحور حول قضايا النوع الاجتماعي، وذلك بالاستناد إلى تدريب مهني متين ورؤية تحليلية تتقاطع فيها الخبرة الشخصية مع السياق العام.

افتُتحت الورش بجلسة تحليلية قادتها رهداة عرفات، بالشراكة مع دينا غردشكين من جمعية صداقة-رعوت، وتناولت التحولات في الخطاب الإعلامي داخل السياق القومي الفلسطيني–الإسرائيلي، وركزت على الفجوات البنيوية في تمثيل النساء العربيات في الحيز الإعلامي، والآليات التي يُعاد من خلالها إنتاج الإقصاء والتهميش. طرحت الجلسة أسئلة حول العلاقة بين الإعلام والهوية، والكيفية التي يُسخّر بها الخطاب الإعلامي لترسيخ البنية القومية السائدة على حساب الحضور النسوي المركب والمتداخل.

في جلسة لاحقة، عرضت علا نجمي، مديرة المركز العربي–اليهودي في جفعات حبيبة، قراءة معمقة في موقع النساء العربيات داخل الدولة، والتحديات التي تفرضها السياسات الرسمية والواقع المجتمعي على إمكانية الفعل والمشاركة. ركزت على هامشية النساء في دوائر اتخاذ القرار وعلى الحاجة لبناء خطاب نقدي يتجاوز التمثيل الرمزي ويطرح أسئلة فعلية حول توزيع القوة والمعرفة.


من الجانب العملي، نُظّمت ورش تدريبية في أدوات إنتاج المحتوى. قدمت المنتجة والمونتيرة توجان منصور تدريبًا تطبيقيًا في المونتاج باستخدام برنامج "أدوبي بريميير"، فيما درّبت نرمين موعد، مركزة المشروع، المشاركات على استخدام منصة "كانڤا" لتصميم المضامين البصرية. وأشرفت باز تسيمح على ورشة متخصصة في كتابة المحتوى الصحافي الموجه من عدسة نسوية.

اختتم التدريب بلقاء مع الإعلامية مايا رومان التي عرضت قراءة نقدية للتحولات الراهنة في الخطاب الإسرائيلي في ظل الأزمة السياسية والصراع القائم. تناولت رومان تصاعد النزعات الشعبوية والقومية في الخطاب العام، وأثرها على مهنية الصحافة وعلى إمكانيات التعبير عن أصوات بديلة. شددت على الحاجة إلى إنتاج خطاب إعلامي لا ينجر وراء الرواية السائدة، بل يضع في مركزه القيم الإنسانية، العدالة، والتعقيد السياسي والاجتماعي الذي يُقصى من التغطيات الرسمية.

بهذا، يواصل مشروع الصحافة الجندرية في "إعلام" ترسيخ مسار تحرري بديل في الحقل الإعلامي، يقوم على التمكين المهني والنقد المعرفي، ويهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بين الإعلام، الجندر، والسلطة، من خلال رؤية تتقاطع فيها الهويات، الخبرات والسياقات