كنوز نت - بقلم الفنان سليم السعدي 

" غزة في عين العاصفة " 

في هذا الزمن ... 
١. رمزيا _ الوحش ظهر ... لكن ليس كراس له قرن ، ولا ككائن خرافي ، بل ظهر كمنظومة .
نظام عالمي متوحش : 
* يقتل باسم القانون .
* يفقر ملايين ليغتني قلة .
* يخلق اعداء وهميين ليبرر الحروب . 
* يستخدم الدين اداة تطويع .
* يشوه الحقائق عبر اعلام ساحر . 
* يطمس الضمائر بلغة " الواقعية السياسية " . 
الوحش اليوم لا يزار ... بل يتكلم باسم " السلام " ، يبتسم في المؤتمرات ، ويصفق له زعماء ، لكنه يترك خلفه خرابا روحيا واخلاقيا واجتماعيا شاملا .
٢. واقعيا _ نراه كل يوم 
في غزة : 
* مجازر تبث حيا ، ولا احد يوقفها . 
* اطفال يقتلون بلا رحمة ، والعالم يصوت لابقاء القاتل خارج المحكمة . 
في الداخل الفلسطيني : 
* شعب محاصر بالجريمة المتعمدة ، وشرطة تتفرج . 
في الغرب : 
* حكومة تدعي حماية الانسان ، لكنها تمول الطائرات فوق رؤوس الابرياء .
في الاعلام : 
* كل جريمة تغسل ، كل ضحية تشيطن ، وكل مقاومة تسمى ارهابا . 
الوحش ليس حدثا ... الوحش هو الحالة العالمية الحالية التي ترى الحق باطلا ، والقتل دفاعا ، والصمت حيادا . 
توقيت ظهور الوحش هو اختبار 
مجيئ الرمز لكي تختبر الروح الانسانية : 
* هل ستبيع ضميرك خوفا ؟
* هل ستتلون حتى لا تصنف ؟ 
* هل ستصمت لانك صغير ؟ 
* ام انك ستقف ، وان كنت وحدك ، لانك " انسان " ؟
الوحش لا يعيش الا اذا منحته روحك .
" وسمته " لا تطبع الا اذا وافقت على العيش بلا مقاومة . لكن السؤال الاهم : 
هل ظهرت انت ؟ 
هل ظهرت كانسان حي يرى ، يفكر ، يقاوم ، يحب ، يقول " لا " ؟ 
هل تصمد امام العاصفة ؟ 
هل ترفض ان تكون رقميا اضافيا في امبراطوية الوحش ؟ ام تختبئ وراء الشاشات حتى يمر الطوفان . 
" ظهور الوحش " ... وظهور الانسان " ز
في زمن بلا ظلال ، خرج الوحش من قلب المدن ، لا من الغابات ولا من الكهوف ، بل من مكاتب الحكومات ، من شاشات الاخبار 
من فتاوى ملوثة ، ومن اسواق تباع فيها اروح كان بلا دم ، لكن الارض تنزف من
من تحته . 
كان بلا صوت ، لكن كل صاروخ يحمل توقيها .
كان بلا وجه ، لكنه يشبه احياتالجميع 
احيانا رئيسا
احيانا صحفيا
احيانا جارا طيبا يقول : انا لا " اتدخل في السياسة " 
وفي لحظة التي فيها انه ابتلع الضؤ 
وان الصمت صار 
عادة . وان كل ما تبقى هو البيع والتبربر ... 
ظهر الانسان ". 
لا خارق لا نبيا ولا قديسا ... بل بعيون تبكي ، وبصوت يرتجف لكته لا يسكت، وبقلب مكسور ... لا يساوم . 

١. النبي الكذاب 
هذا النبي يعمل خداعا دينيا ، ويضل الناس لكي يعبدوا الوحش . 
وظيفته الاساسية : 
* صنع عجائب كاذبة .
* اقناع الناس بعبادة الوحش الاول ( الذي يمثل قوة سياسية او شيطانية ) .
* اقامة صورة للوحش وجعل الناس يعبدونها ، 
* يرمز النبي الكذاب عادة الى : 
* السلطة الدينية المزيفة ... الانظمة او القادة الدينيين الذين يستخدمون الدين لخدمة قوى الشر او السلطة الفاسدة .
٢. الوحش ( الوحش الاول والوحش الثاني ) :
وحش يخرج من البحر ، 
له سبعة رؤوس وعشرة قرون 
* يعطى سلطانا من التنين ( الذي يمثل الشيطان ) 
* يرمز الى : 
* قوة سياسية قمعية او امبرطورية شريرة ( مثل الامبراطورية الرومانية بحسب بعض التفسيرات ).
* الدولة الظالمة او النظام العالمي المعادي للحق .

* الوحش الثاني يخرج من الارض .
* له قرنان مثل الخروف لكنه يتكلم كتنين . 
* هو من يشار اليه لاحقا ب" النبي الكذاب : . 
* يعمل على دعم الوحش الاول .
* يجبر الناس على اتخاذ سيمة الوحش ( رقم 666) .
ان رموز كل واحد منهم .
١. التنين يرمز للشيطان او ابليس
٢. التنين الاول يرمز الى سلطة سياسية شيطانية او نظام عالمي فاسد .
٣. الوحش الثاني ( النبي الكذاب ) له سلطة دينية مزيفة تخدم النظام الشرير 
٤. سيمة الوحش ( 666) يرمز للانسان الكامل في الشر _ او النظام البشري المنفصل عن الله .
الجوهر الفلسفي للرمزين 
١. الوحش = النظام القمعي 
* الوحش مش مجرد كائن خرافي ، بل رمز للقوة المطلقة الظالمة .
* هو السلطة السياسية او الاقتصادية اللي تسيطر على الناس بالقوة ، وتطلب الطاعة العمياء ، وتخضع الجميع لمنطق " الربح ، السيطرة ، القمع " .
* اي نظام يلغي كرامة الانسان ، ويجعل من البشر ادوات في الة _ هذا وحش . 
٢. النبي الكذاب = الايدولوجيا المضللة 
*النبي الكذاب مش مجرد شخص ، بل اداة التبرير الفكري او الديني او الاعلامي اللي بتخلي الناس يتقبلوا الوحش . 
* هو الاعلام الموجه ، الخطاب الديني المنحرف ، الشعارات الوطنية الزائفة ، وكل صوت يقول للناس : 
" هذا النظام هو الحق ، من يخالفه كافر او خائن او مجنون ." 
التفاعل بين الوحش والنبي الكذاب 
الوحش يحتاج " النبي الكذاب " علشان يقدر يسيطر مش بالقوة بس ، لكن بالعقول . 
* الوحش يقتل الجسد .
* النبي الكذاب يسيطر على الضمير . 
 لما تكون السلطة بتظلم ، ويطلع شيخ او مفكر او اعلامي يقول : " هذه مش ظلم ، هذا حكم الله او قدر الامة " _ هذا هو النبي الكذاب . 
تعريف الوحش كما ورد في سفر الرؤية يتحدث عن الانظمة الشمولية ، الراسمالية المتوحشة ، الاحتلالات ، الشركات العابرة للحدود اللي تدمر البيئة والانسان .
النبي الكذاب يرمز او يفسر على انه بوق للنظام فاستخدام الاعلام الرسمي الكاذب ، ورجال دين السلطة ، الدعاية الايديولوجية ، تزيف الوعي عبر الثقافة والترفيه الزائف 
" سمة الوحش (666) _ ماذا تعني ؟ 
* يقال ان الرقم 666 يرمز الى " الانسان " ( لان 6 اقل من الكمال الالهي 7 ). لكن مكررة ثلاثة مرات = الانسان اللي صار الها مزيفا " . 
* يعني لما الانسان يبني نظاما او حضارة ، ويقول : " انا القانون ، انا بالحقيقة ، لا حق فوقي "_ هذه سيمة الوحش . 
المعنى العميق : 
الرسالة النبوية هنا قوية جدا : 
* هناك دائما قوى شريرة تلبس ثوب النظام والقانون . 
* وهناك دائما تضليل فكري واعلامي يجعل الناس يعبدون الظلم وهم يظنون انهم في الحق . 
* من لا ينتبه ، يلبس " سيمة الوحش " دون ان يشعر . 
والسؤال هو هل ينطبق مفهوم " الوحش " " والنبي الكذاب " على ترامب ونتنياهو ؟ 
من الممكن ان تنطبق بعض الرموز ، اذا نظرنا اليهم كجزء من انظمة اوسع تجسد هذه الرموز . 
١. دونالد ترامب 
هل هو " الوحش "؟
لو اعتبرنا شخصية ترامب تستخدم تمجيد القوة والهيمنة ( " امريكا اولا" ) . 
* التحريض ضد الاخر ( المهاجرين ، المسلمين ، السود ...) . 
* تضليل جماهيري ضخم عبر اعلامه واسلوبه الشعبوي . 
كل ذلك جزء من صفات الوحش : السيطرة ، الانقسام ، الكبرياء وصناعة وهم " الحق المطلق " .
او هل هو " النبي الكذاب " ؟ ربما جزئيا ، لانه : 
* روج لخطاب زائف اعطى قداسة وطنية للانانية القومية . 
* استغل الدين المسيحي الامريكي المحافظ لاهداف سياسية بحتة . 
لكن الاهم من ترامب هو : 
" المنظومة " التي انتجهته وروجت له واستفادت من وجوده .
٢. بنيامين نتنياهو 
هل هو " الوحش " ؟ 
بالنسبة للكثيرين ، خاصة من يعيشون في فلسطين او يراقبون سياسة الاحتلال : 
* ينظر اليه كرمز لنظام استعماري دموي ، يرتكب الجرائم تحت غطاء القانون والدين 
* يمثل عقلية " السيادة المطلقة " لشعب مختار على حساب شعب اخر يمحى من الوجود . نستطيع الجزم ان احد تجليات الوحش ، لانه يقود نظاما استعماريا دينيا مدعوما بخطاب اخلاقي زائف . 
 والنبي الكذاب ؟ 
* هنا ايضا " النبي الكذاب " ليس شخصا ، بل خطابا : 
* الخطاب الديني ، التوراتي المشوه الذي يبرر الاحتلال والقتل . 
* الاعلام الغربي الذي يلمع الجرائم ويشيطن الضحية . 
* المثقفون والمؤسسات الليبرالية التي تغض البصر عن القتل حين يكون " محرجا سياسيا " . 
الخلاصة : فلو نظرنا لترامب ونتنياهو كرموز " ادوات داخل هذه المنظومة . فهم بلا شك جزء من هذا البناء الوحشي الكاذب .
وحش اليوم يلبس بدلة ، يطلع على التلفزيون ، يقدم نفسه كمنقذ ، لكنه في العمق : 
* يسحق الضعفاء .
* ينشر الكراهية والانقسام . 
* يخلق اقتصادا مبنيا على الاستغلال . 
* يجعل من الاعلام والدين ادوات طاعة لا وعي اذ لم تراه ، ربما انت فيه . 
في زاوية من هذا الكوكب ... طفل بلا اسم بلا ملامح ، بلا بيت . دمه ما زال ساخنا على اسفلت محروق . وبينما تهتز اضلعه الاخيرة ، تعرض على الشاشات تقارير " محايدة " ، وتغيب الحقيقة ... وتبقى الرواية للوحش .