.png)
كنوز نت - بقلم : سليم السعدي
فلسطين ... يوسف هذه الامة "
١. يوسف ... الغالي المباع بثمن بخس
يوسف كان محبوبا ومميزا بين اخوته ، لكنهم حسدوه ، فرموه في البئر ، ثم بيع بثمن بخس .
تشابه ؟
فلسطين كذلك كانت غالية ، مقدسة ، متميزة في وجدان الامة ... لكنها " بيعت " او تركت تسقط " في ايدي الاحتلال عبر صفقات سياسية او تخاذل البعض ، كما لو انها لم تكن ذات قيمة .
٢. سنوات الغربة والمعاناة
يوسف عاش غريبا مظلوما في مصر ، وتعرض للظلم ، والسجن ، والخذلان ،
تشابه ؟
فلسطين وشعبها ايضا عاشوا في غربة ومعاناة طويلة ، سواء داخل الارض المحتلة او في الشتات ، ظلم متكرر ، قهر ، تشويه ، وكان النكبة كانت بئر لا قرار له .
٣. الثبات والارتقاء رغم المحن
رغم كل ما مر به ، ظل يوسف صابرا نقيا ، وارتقى حتى صار عزيز مصر .
تشابه ؟
رغم المحن ، لا تزال فلسطين رمزا للثبات والصمود ، والشعب فيها _ رغم محاولات الطمس _ يخرج ابطالا ، وشعراء ومقاومين ، ومفكرين .
٤. عودة الكرامة ولم الشمل
في النهاية اجتمع يوسف باهله ، ورفع راسه عاليا وصار سببا في نجاة قومه من المجاعة .
تشابه ؟
ربما يرمز هذا لامالنا في عودة الكرامة ، ولم شمل الامة ، واستعادة فلسطين كقضية مركزية توحدنا ، وتكون سببا في نهضة حقيقية ... كما كان يوسف سببا في خلاص اهله .
" فلسطين ... يوسف هذه الامة "
في قلب الامة كان يوسف ، جماله فتنة ، ونقاؤه مشتهى ، لكن اخوته _ من الحسد ، او الغفلة _ القوه في بئر السياسة ، وباعوه بثمن بخس في اسواق الوهم .
يوسف لم يمت ، بل سار في طريق الغربة ، عانى الظلم ، والسجن ، والنسيان ، لكنه لم يفقد صفاءه ،
فلسطين ... يا يوسفنا ، بئرك النكبة ، وسجنك الاحتلال ، وحارسك الذئب الاعلامي ، الذي افترى عليك ، وقال : دمك على قميص الكراهية ، لكنك نراك ، نراك تكبر في قلب مصر ، في شوارع غزة ، وفي نبض الضفة ، وفي صبر الشيخ جراح ، نراك في اروقة الشتات ، تحفظ ماء وجه الامة بصمتك الشريف .
ويوشك ان ياتي يوم ، ترتفع ان ياتي يوم ، ترتفع فيه مكانتك وتمد اليك الاكف ، ونقول كما قال اخوتك : " انك لانت يوسف !"
فترتد الابصار بالبشر وتجتمع الامة من قحطها ، على موائد الكرامة ... وقد صرت عزيزها .
فلسطين ... يوسف هذه الامة
في كل امة يوسف ، وفي امتنا ... كانت فلسطين ، جميلة ، محبوبة ، طاهرة ، لكنها اسقطت في البئر ، وبيعت بثمن بخس في سوق الخذلان ،
ظنوا ان الذئب التهمها ، لكنها كانت تحيا في الغربة تحارب وحدها ، وتنتظر صحوة الاخوة فلسطين لم تمت ، كبرت رغم السجن واشتدت رغم القهر وها هي تقترب من يوم تقال فيه الكلمة : " اانت يوسف ؟" قال انا يوسف وهذا اخي ... " ستعود فلسطين عزيزة ، وستجتمع حولها الامةحين تصدق التوبة ، ويعود الاخوة نادمين ... لا متفرجين .
من " باع " فلسطين واعطاها للصهاينة اليهود ؟
١. الاستعمار البريطاني ( المفتاح الاخطر )
* وعد بلفور ( ١٩١٧ ) : بريطانيا _ القوى الاستعمارية التي كانت تسيطر على فلسطين بعد انهيار الدولة العثمانية _ منحت وعدا للحركة الصهيونية باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ،
* هذا الوعد جاء بلا شرعية من اصحاب الارض وكان بداية التمكين الفعلي للاستيطان الصهيوني .
٢. عصبة الامم والانتداب البريطاني ( ١٩٢٢_ ١٩٤٨ )
* بريطانيا لم تكتفي بالوعد ، بل جعلت فلسطين تحت انتدابها ، وسهلت هجرة اليهود الصهاينة اليها ، ومكنتهم من الارض والسلاح ، بينما قمعت الفلسطينيين
٣. الحركة الصهيونية العالمية
* عملت مع القوى الاستعمارية ، واستخدمت النفوذ المالي والسياسي لفرض وجودها .
* مارست ضغوطا عالمية لتهجير الصهاينة اليهود من اوروبا نحو فلسطين ،
٤. تقاعس وتوطؤ بعض الانظمة العربية
* في مراحل لاحقة ، وبعد النكبة ، دخلت بعض الانظمة في صفقات او تفاهمات غير معلنة ( او حتى معلنة ) مع الاحتلال ، بعضها بحجة " السلام " ، وبعضها تحت ضغوط خارجية او حفاظا على السلطة .
٥. الامم المتحدة ( قرار التقسيم ١٩٤٧ )
* الامم المتحدة اصدرت قرارا بتقسيم فلسطين دون موافقة اهلها ، ومنح اليهود الصهاينة _ وهم اقلية في السكان _ اكثر من ٥٥% من الارض !
* الشعب الفلسطيني لم يبعها ابدا .
من ثورة البراق الى انتفاضات العصر الحديث لم يتوقف عن النضال رغم خذلان العالم .
05/04/2025 02:08 pm 117