كنوز نت - الناصرة



بَيانُ جمْعِيَّةِ نِساءٍ ضِدَّ العنْفِ فِي يوْمِ النِساءِ العالَمِيِّ آذار 2025


في هذا اليوْمِ، يوْمَ النساءِ العالميُّ، نؤَكدُ نُضالَنا المستمرَّ منْ أجلِ العَدالَةِ وَالمساواةِ،. نحْيِي فِي هذا اليوْمِ صُمُودَ النِساءِ الفِلسطينيّاتِ اللَّواتِي يُواجِهنَ أَبشعَ أَشكالِ العنفِ وَالاِضْطِهادِ نَتِيجةَ العُدْوانِ المستمِرِّ عَلَى غزَّةَ والضفَّةِ الغربِيَّةِ. إِنَّ هذا العُدْوانَ لا يَقْتَصِرُ على عملِيّاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ عابِرَةٍ، بَلْ هونهْجٌ متكامِلٌ يهدِفُ إِلَى تفكِيكِ النَسِيجِ الاِجْتِماعِيِّ الفِلَسْطِينِيِّ، بِاِستِخدامِ أَدواتٍ قمعيَّةٍ ممنهِجةٍ، حيث تعاني النِساءُ الفلسطينيّاتُ من التَجوِيعِ، القتلَ، التهجيرَ القسريَّ، وَالاِعتقالاتِ التعسُّفيَّةَ في محاولةٍ لكسرِ إِرادتِهِنَّ وَسلبِ حقوقهِنَّ الأَساسيَّةِ.
وهذه السّنة نعيش ظروف حرب شعواء وتصعيد سياسة كمّ الأفواه والإخراس وملاحقة النّساء الناشطات والمدافعات على وجه الخصوص، حيث تعرّضت النّساء من كافة الشّرائح (طالبات، ربّات بيوت ،موظّفات، طبيبات، ممرضات ،عاملات ، محاميات وفنانات…) للملاحقة والاعتقال من قبل أذرع السّلطة الأمنيّة والقضائيّة وملاحقات من قبل جماعات متطرفة وتحريض عليهنّ وعلى سلامتهنّ الشخصية الأمر الذي يشّكل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان .
بِالإِضافَةِ إِلَى تَقاعُسِ الشُرْطَةِ وَأَجْهِزَةِ إِنْفاذِ القانُونِ عَنْ حِمايَةِ النِساءِ وَرَدْعِ الجَرِيمَةِ المُنَظَّمَةِ الَّتِي تَفْتِكُ بِأَبْناءِ وَبَناتِ شَعْبِنا، حيث تَتْرُكُ النساء بِدَوائِرِ الفَقْدِ وَالتَهْدِيدِ.

وَرغمَ هذِهِ الاِنتِهاكاتِ، تَظلُّ المرأَةُ الفلَسطينيَّةُ رَمْزاً لِلصمودِ والمُقاومةِ، فَهِيَ الَّتِي تَعْلَمُ الحَياةَ، وَتزرعُ الأَملَ ، تكافِحُ من أَجْلِ بِناءِ مُجْتمعٍ حَيٍّ وَسَطَ الخَرابِ. تُرَبِّي الأَجيالَ على العزيمةِ وَالإِرادَةِ، وَتُحوِّلُ كلَّ حجرٍ إِلَى أَملٍ، وكلَّ خطوةٍ إِلى انْتصارٍ على الاِحتلالِ والذكورية والأصولية .
إِنَّنا فِي جمْعيَّةِ نِساءٍ ضِدَّ العُنْفِ نؤَكِّدُ أَنَّ نضالَ النّساءِ الفلسطينيّاتِ هو جزءٌ لا يتجزَّأُ من نضالِ الإِنْسانِيَّةِ جَمْعاءُ من أَجْلِ الحُرِّيَّةِ وَالعَدالَةِ. نُطالِبُ المُجتمعَ الدوليَّ بِالتحرُّكِ الفوريِّ لوقفِ هذهِ الجرائمِ، ومُحاسبةِ الاِحتلالِ عَلَى اِنْتهاكاتهِ المستمِرَّةِ. كما ندعُو إِلى تعزيزِ الجهُودِ لدعمِ النِساءِ الفلسطينيّاتِ وتمْكينهنَّ مِنْ مُواصلةِ أَدْوارهنَّ النضالِيَّةِ وَالاِجتماعيَّةِ.
نطالب النّساء اللواتي ينشطن في المؤسّسات النّسويّة /النّسائيّة الإسرائيليّة أن يرفعن أصواتهنّ عاليًا لضمان إحقاق حقوق النّساء أن تكُنّ جريئات ، وتقفن ضدّ كافّة الانتهاكات بما في ذلك القتل والهدم والتّشريد الّتي ترتكبها هذه الحرب الشّرسة بآليّاتها ضدّ أبناء وبنات شعبنا الفلسطينيّ وخاصة النّساء والأطفال في غزّة الضّفة القدس وضدّنا هنا في البلاد.
فِي هذا العامِ، نرفعُ تحيّةُ فخرٍ واعتزازٍ إلى نساءِ فلسطينِ الباسلات، اللّواتي يستمددنْ قوّتهنَ منْ الأرض، ليكبرنَ كما عكّوب الجبالِ وجمّيز الأرض — متجذّرات، صامدات، ومزهوّاتُ رغم كلِ الظروف.نَقُولُ بِكُلِّ فَخْرٍ: يَوْمَ النِساءِ العالَمِيُّ هُوَ يَوْمُ النِساءِ الفِلَسْطِينِيّاتِ الَّتِي تُعلِّمُ الحَياةَ وَتَصْنَعُها، هِيَ مَنْبَعُ القُوَّةِ وَالصُمُودِ الَّتِي تَظَلُّ ثابِتَةً عَلَى الأَرْضِ، تُضِيءُ طَرِيقَ الأَجْيالِ القادِمَةِ، وَتُعَلِّمُهُمْ أَنَّ الحَياةَ لا تَنْتَهِي عِنْدَ الحُدُودِ المَرْسُومَةِ بِالإِجْبارِ، بَلْ تَبْدَأُ عِنْدَما نُقَرِّرُ أَنْ نَعِيشَ رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ.