كنوز نت - بقلم : سليم السعدي


" الجهل

نشهد اليوم عصر الجهل ، يشابه عشية ظهور الاسلام في الجزيرة العربية ، وكلمة جهل لا تعني انه لا يوجد علم ومعرفة ، مفهوم الجهل في عواقب الامور قبل الشروع في ارتكاب الاخطاء ففي زماننا انتشر الفاسد والقتل والسرقة والزنى والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فصار الوضع مزريا حتى انه بلغ تحدي الذات الالهية من شتمه وحرق كتابه وسب نبيه ، دون الاخذ بالاعتبار ان ما يفعل سيسبب ضرر كبير للنسيج الاجتماعي ، فيقدم من العقول الجاهلة فعل يصدم به الجميع ، فاليوم بالذات حدث امر مروع في مدينة حيفا صدم الجميع ، ما سمعناه عبر الاعلام العبري ومواقع التواصل من نقل حدث اجرامي راح ضحيته رجل يبلغ من العمر سبعون عاما ، انسان بسيط يعتدى عليه بطعنه بسكين حادة في انحاء جسمه بوحشية غير عادية وكانما وجد هذا المجرم فريسته لينهال عليه بالطعن منظر يقشعر الابدان ، نتسال الى اين وصل الجهل لهذا المجرم الذي كانت نهايته هو ايضا الموت رميا بالرصاص من رجال الامن الذين انقضوا عليه من جميع الجهات ، وتبين فيما بعض حسب زعم عضو برلمان ان مرتكب هذا الفعل مريض نفسي وان طائفته لا تمثل هذا الجرم الشنيع ، ليس بصدد اتهام اي طائفة او فئة او شخص ما ، ولكن التنويه على اللعب على الطائفية او المذهب او الفئوية لانها عود ثقاب حارق قد تاخذنا الى اشعال الفتن بين ابناء الشعب الواحد ، وعليه يجب الحذر في التقولات او الاتهامات او توجيه اصابع اتهام لجهة معينة ، فنحن بحاجة للحكمة والعقلانية والتدبر كي نصل الى فهم الحقيقة المرة التي نعيشها اليوم ، هناك تحولات اقليمية وداخلية تريد العبث بامن المواطن واخذه الى اماكن بعيدة ، الوحدة مطلوبة وان على المنتدبين على تسيير امور شعبنا العقلانية والحكمة وتوجيه اصابع الاتهام للجهة التي فشلت بالحفاظ على امن المواطنين ، وايقاف تهجمهما وبث سمومها على شعبنا وعلى ناخبيهم وزجهم في صراع دائم كي تتفرد في تحقيق مشروعلتهم ومخططتهم المجرم الا وهو التهجير والترنسفير الذي يعملون من اجله منذ عام ١٩٤٨ ، على رؤساء المجالس المحلية والبلديات ان يحفظوا النسيج الاجتماعي والعمل على الوحدة الوطنية وايجاد الحلول الفورية والعملية لحل مشكلة العنف والقتل في مجتمعتنا ، الكتب لا تعطي حلا ، يجب عمل اجماع وطني وتوعية على ارض الواقع وحث شعبنا وجمهورنا التحرك نحو شجب ودعم الجهات المعنية في محاربة الجريمة وعصابات الاجرام والتي اصبحت عبء كبير ويشكل خطرا حقيقيا لوجودنا ، فهناك اسر تفكر بالهجرة وترك وطنهم ، اصحوا يا ناس الامر ليس هين وكتابة مقالات او اي كلام الوضع خطيرا جدا ، فما حدث في مدينة حيفا هو انذار مبكر لما سيحدث بعدها ، راي انزلوا للشوارع وتظاهروا وارفعوا صوتكم كفا للعنف كفا للقتل اعلنوها صراحة ، فان سكوتكم هو مشاركتكم في الجريمة ، الساكت عن الحق شيطان اخرص .