
كنوز نت - بقلم: المحامي شعاع مصاروة منصور – رئيس بلدية الطيبة السابق
تذويت الاستيطان الفكري بالطيبة بموافقة وصمت البلدية الحالية
بقلم: المحامي شعاع مصاروة منصور – رئيس بلدية الطيبة السابق
محطة القطار في الطيبة ليست مجرد مشروع مواصلات، بل كانت وما زالت معركة وجود وهوية. منذ اللحظة الأولى، خضنا صراعًا مريرًا وطويلاً مع شركة قطارات إسرائيل لإجبارها على إقامة محطة قطار في الطيبة، ونجحنا بفضل الله. واليوم المحطة باتت في مراحلها النهائية، بعد نضال مستمر حافظنا خلاله على حق الطيبة، أكبر مدينة عربية في المنطقة، بأن تحمل المحطة اسمها: محطة قطار الطيبة.
هذا الاسم لم يكن تفصيلاً عابرًا، بل هو عنوان صمود ومواجهة ضد مشروع أخطر: الاستيطان الفكري الذي تحاول المؤسسة الصهيونية تمريره عبر فرض أسماء ومصطلحات استعمارية على أراضينا وبلداتنا. وهو أخطر أنواع الاحتلال، لأنه يستهدف الوعي والهوية والانتماء.
للأسف الشديد، وبغياب الصوت الحر الصادق النابع من انتماء حقيقي للبلد، وبوجود إدارة بلدية غائبة عن ساحة الدفاع عن الطيبة، نرى اليوم كيف تجرؤ دائرة القطارات مجددًا على تنفيذ هذا المخطط، عبر محاولة تغيير اسم المحطة من محطة الطيبة إلى محطة "شومرون الطيبة". هذا التغيير ليس بريئًا، بل هو تذويتٌ ممنهج للاستيطان الفكري ومحاولة لفرض واقع جديد، بمباركة الصمت والتخاذل الرسمي من بلدية الطيبة الحالية.
بلدية الطيبة، التي كان من المفترض أن تكون الحارس الأمين على الأرض والهوية، باتت شريكًا في هذا العبث عبر صمتها وتواطئها. الإدارة الحالية لم تكتفِ بذلك، بل سبقت هذه الكارثة بموافقتها على بيع أرض الطيبة للدولة لإقامة محطة الباصات المركزية، رغم أن المحطة قائمة وتعمل منذ سنوات!
ما حذرنا منه بالأمس، نراه اليوم يتحقق أمام أعيننا: خيانة الأمانة وبيع مستقبل الطيبة وأهلها.
اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.
رمضان كريم.
المحامي شعاع مصاروة منصور
رئيس بلدية الطيبة السابق
01/03/2025 11:03 pm 147