.png)
كنوز نت - كتب : ياسر خالد
تقرير مفصل حول الصفقة المحتملة بين إسرائيل والحركة بغزة
كنوز نت - كتب : ياسر خالد - تشير التقارير إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، وسط جهود إقليمية ودولية لإنهاء التصعيد المستمر الذي خلّف آثارًا كارثية على الجانبين. الصفقة التي توصف بـ"الوشيكة" قد تكون نقطة تحول كبيرة في الصراع الممتد بين الطرفين، لا سيما مع الأعباء الاقتصادية والبشرية الناتجة عن الحرب.
- تفاصيل الصفقة المحتملة
وفقًا للمصادر المطلعة، تتضمن الصفقة عدة بنود رئيسية:
وقف إطلاق النار:
اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار لمدة مرحلية (42 يومًا قابلة للتجديد)، على أن يكون ذلك مقدمة لاتفاق طويل الأمد.
وقف جميع أشكال العمليات العسكرية بما يشمل الهجمات الصاروخية من غزة والضربات الجوية الإسرائيلية.
تبادل الأسرى والجثامين:
إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، بمن فيهم النساء والأطفال.
تسليم جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة، بالإضافة إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين.
فتح المعابر وتخفيف الحصار:
فتح معابر غزة الرئيسية، بما فيها معبر كرم أبو سالم، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والبضائع.
رفع القيود المفروضة على استيراد المواد الأساسية وإعادة إعمار القطاع.
إنشاء منطقة عازلة:
التفاهم على إنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومترين داخل غزة، تخضع لمراقبة أمنية مشتركة أو دولية.
دور الوسطاء الدوليين:
تشرف مصر وقطر والأمم المتحدة على تنفيذ الاتفاق ومراقبته لضمان الالتزام ببنوده.
الخسائر البشرية والمادية
في غزة:
- الخسائر البشرية:
أكثر من 41,000 قتيل و96,000 جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. النزوح الداخلي بلغ 1.9 مليون شخص، يشكلون 90% من سكان القطاع.
- الخسائر المادية:
تدمير أكثر من 120,000 مبنى، بما في ذلك 215,000 وحدة سكنية.
تضرر أكثر من 92% من الطرق الرئيسية و84% من المرافق الصحية.
تُقدّر تكلفة الأضرار بنحو 18.5 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط.
في إسرائيل:
- الخسائر البشرية:
مقتل 1,200 شخص وأخذ 251 رهينة، منهم 66 ما زالوا أحياء.
- الخسائر المادية:
تضررت البنية التحتية بسبب الهجمات الصاروخية من غزة، بالإضافة إلى تكاليف دفاعية وأمنية كبيرة.
الأبعاد الإنسانية والاقتصادية
في غزة:
الأزمة الإنسانية:
يعيش السكان تحت ظروف معيشية قاسية تشمل نقصًا حادًا في المياه والكهرباء والخدمات الصحية. الأمراض تتفشى مع محدودية الموارد الطبية.
الأضرار الاقتصادية:
تعطلت جميع القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الزراعة والصيد. البطالة تجاوزت 70%، مع إغلاق العديد من المنشآت التجارية.
في إسرائيل:
الاقتصاد الإسرائيلي يتكبد خسائر يومية تقدر بملايين الدولارات نتيجة تعطيل النشاط التجاري وحالة الطوارئ الأمنية.
التداعيات السياسية
على الجانب الفلسطيني:
الصفقة قد تعزز مكانة حماس كقوة سياسية ومفاوضة في الساحة الفلسطينية.
تزايد الدعوات لإجراء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
على الجانب الإسرائيلي:
الحكومة الإسرائيلية تواجه انتقادات داخلية بسبب الخسائر التي تكبدتها خلال النزاع.
الصفقة قد تكون ورقة سياسية لتخفيف الضغط الشعبي والدولي.
الدور الدولي والإقليمي:
مصر وقطر والأمم المتحدة تؤدي دورًا حيويًا في تقريب وجهات النظر وضمان تنفيذ بنود الاتفاق.
دول عربية وأوروبية تدعو إلى استئناف مفاوضات السلام الشاملة.
التطلعات المستقبلية
رغم التفاؤل الحذر، هناك تحديات قد تواجه تنفيذ الصفقة، منها التزام الطرفين ببنود الاتفاق، وضمان عدم انهيار الهدنة.
الصفقة قد تكون خطوة أولى نحو تهدئة دائمة، لكنها لن تعالج جذور الصراع الممتد.
خاتمة
تمثل الصفقة المرتقبة أملًا في إنهاء معاناة المدنيين الذين دفعوا ثمن الحرب على مدار سنوات طويلة.
على الرغم من التحديات، تبقى الجهود الدولية والإقليمية مفتاحًا رئيسيًا لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
دور السلطة الفلسطينية في الصفقة المحتملة بين إسرائيل وحماس
السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس وحركة فتح، لها موقف حساس ومعقد تجاه الصفقة المحتملة بين إسرائيل وحماس.
يتداخل دورها في هذا السياق مع الجوانب السياسية والأمنية، ويمتد تأثيره إلى الساحة الفلسطينية الداخلية والخارجية.
أبعاد دور السلطة الفلسطينية:
1. الموقف السياسي:
- تحفظات السلطة الفلسطينية:
السلطة تنظر إلى هذه الصفقة كتعزيز لمكانة حماس على حسابها، خاصة إذا تضمنت الصفقة جوانب سياسية تمنح حماس اعترافًا دوليًا أو إقليميًا أكبر.
- المطالب المستمرة:
السلطة الفلسطينية تطالب بأن تكون الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وبالتالي ترى أن أي اتفاقيات من هذا النوع يجب أن تتم من خلالها، وليس عبر حماس فقط.
2. العلاقة مع إسرائيل:
السلطة الفلسطينية تُعتبر شريكًا تقليديًا لإسرائيل في التنسيق الأمني، لكنها مستبعدة من هذه المفاوضات.
يخشى البعض أن تؤدي الصفقة إلى تهميش دور السلطة، ما يضعف موقفها في أي مفاوضات مستقبلية حول القضية الفلسطينية.
3. المصالحة الفلسطينية:
الصفقة تعمّق الانقسام بين الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.
من المتوقع أن تصعّب الصفقة جهود المصالحة، خاصة إذا أثبتت نجاحها على الأرض، حيث ستعزز حماس نفوذها.
- التحديات التي تواجه السلطة:
خسارة الشرعية السياسية:
إذا نجحت حماس في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية عبر الصفقة، فقد يُنظر إليها من قِبَل الشعب الفلسطيني كبديل أكثر فاعلية مقارنة بالسلطة الفلسطينية.
- ضعف الدور الإقليمي والدولي:
تجاهل السلطة في مثل هذه الاتفاقيات يقلل من قدرتها على التأثير على القضايا الإقليمية، خاصة مع تزايد دور الوسطاء الإقليميين (مصر وقطر).
- التداعيات الاقتصادية:
بينما تتلقى السلطة الفلسطينية مساعدات اقتصادية دولية، فإن رفع الحصار جزئيًا عن غزة قد يوجه المزيد من الدعم الإنساني والاقتصادي إلى حماس.
- الدور الإيجابي المحتمل للسلطة الفلسطينية:
على الرغم من التحديات، يمكن للسلطة أن تستغل الصفقة لتعزيز دورها في القضايا الوطنية:
- المطالبة بوحدة القرار الفلسطيني:
يمكن للسلطة أن تدعو إلى إشراكها في أي مفاوضات قادمة لضمان تمثيل شامل للشعب الفلسطيني.
الضغط الدولي:
عبر اتصالاتها مع الدول الأوروبية والعربية، يمكن للسلطة أن تؤكد على أهمية إنهاء الانقسام بين الضفة وغزة.
إعادة تفعيل المصالحة:
قد تدفع الصفقة الأطراف الفلسطينية للعودة إلى طاولة الحوار لتحقيق الوحدة الوطنية.
الخلاصة:
دور السلطة الفلسطينية في الصفقة المحتملة ما زال هامشيًا، ما يعكس تعقيدات المشهد السياسي الفلسطيني. ومع ذلك، فإن تطورات هذا الاتفاق قد تكون محفزًا للسلطة لإعادة ترتيب أوراقها داخليًا وخارجيًا، والعمل على استعادة مكانتها كممثل رئيسي للشعب الفلسطيني.
دور الأردن وتركيا في الصفقة المحتملة بين إسرائيل وحماس
الأردن:
الدور السياسي والإقليمي:
الأردن لديه اهتمام عميق بأي تطورات تتعلق بالقضية الفلسطينية، نظرًا لكونه الجار الأقرب للضفة الغربية ولوجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه.
يسعى الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، للحفاظ على استقرار المنطقة، ويركز على أهمية حل الدولتين كحل دائم للصراع.
مواقف الأردن في الصفقة:
الأردن يراقب الصفقة عن كثب، خاصة إذا كان لها تأثير على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، التي يعتبر الأردن وصيًا عليها بموجب اتفاقيات دولية.
يمكن للأردن أن يلعب دورًا في تهدئة الأوضاع إذا تضمنت الصفقة إجراءات تؤثر على اللاجئين الفلسطينيين أو على الوضع في الضفة الغربية.
الدور الأمني:
يشارك الأردن في التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل لضمان استقرار حدوده ومنع أي تصعيد يصل إليه.
تركيا:
الدور الدبلوماسي:
تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تعد من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، خاصة على المستوى الدولي.
تركيا تدعو دائمًا لرفع الحصار عن غزة، وتؤكد على ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني.
تسعى تركيا للتوسط في أي صفقة تتعلق بتبادل الأسرى أو تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
الدور الإنساني:
تركيا تقدم دعمًا كبيرًا لغزة من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر منظمات مثل الهلال الأحمر التركي.
تعمل تركيا على دعم مشاريع إعادة الإعمار في غزة، خاصة إذا فتحت الصفقة الباب لذلك.
العلاقات مع إسرائيل:
رغم التوترات السابقة بين تركيا وإسرائيل، شهدت الفترة الأخيرة تحسنًا نسبيًا في العلاقات الثنائية، مما قد يسمح لأنقرة بأن تكون طرفًا مؤثرًا في مثل هذه الصفقات.
دور الوزراء الإسرائيليين المتشددين (سموترتش وبن غفير):
بتسلئيل سموترتش (وزير المالية):
السياسات المتشددة:
سموترتش يدعو إلى سياسات أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك توسيع الاستيطان وفرض سيطرة إسرائيلية أكبر على الضفة الغربية.
يعارض أي تنازلات تجاه غزة أو حماس، ويرى أن مثل هذه الصفقات تقوي "الإرهاب"، وفق وصفه.
التأثير على الصفقة:
قد يعارض سموترتش أي اتفاق يتضمن تخفيف الحصار عن غزة، أو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
تأثيره في الحكومة الإسرائيلية يمكن أن يشكل ضغطًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتحقيق الصفقة.
إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي):
المواقف المتشددة:
بن غفير يتبنى مواقف متطرفة جدًا ضد الفلسطينيين، ويدعو إلى زيادة القوة العسكرية ضد غزة والضفة الغربية.
يعارض بشدة أي مفاوضات أو اتفاقيات مع حماس، ويطالب باتباع سياسة "القبضة الحديدية".
دوره في الصفقة:
بن غفير يشكل تحديًا داخليًا للحكومة الإسرائيلية، حيث قد يحاول عرقلة الصفقة إذا رأى أنها تقدم تنازلات كبيرة لحماس.
تصريحاته العلنية قد تثير غضب الفصائل الفلسطينية، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
الخلاصة:
الأردن وتركيا لديهما دور مهم ولكنه غير مباشر، حيث تسعى الدولتان إلى تحقيق استقرار إقليمي وتحسين الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، مع حماية مصالحهما الاستراتيجية.
سموترتش وبن غفير يمثلان عقبة داخلية كبيرة أمام الحكومة الإسرائيلية، حيث تعكس مواقفهما المتشددة تحديًا لتنفيذ الصفقة، وقد يؤدي تأثيرهما إلى تعقيد جهود التهدئة والمفاوضات.
13/01/2025 07:33 pm 216