كنوز نت - بقلم : سليم السعدي
الحقد الدفين صار علنا
حين يحقد الانسان على اخيه الانسان في الانسانية ، يدفعه الى ارتكاب ابشع الجرائم اذ يبلغ حقده وحسده انكار وجود الاخرين فيتلفظ باقوال واحاديث غريبة وعجيبة لطمس الحقائق لمن يرغب سماعهم فيتحالف معهم تحالف العميان فيخضعون لاملائتهم وافكارهم المسمومة معتقدين انهم اذكياء لهؤلاء نقول لهم يبدوا انكم نسيتم من تكونوا حقا ، للتذكير فكتابكم المقدس ولا قدسيه فيه ، الذي في طياته مشروع كبير مليئ بالاحداث التي تتحدث عن فئة او طائفة من الناس كانوا رعاة غنم يجبون الصحراء باحثين عن واحة مائية يحطوا رحالهم فيها لتسقي مواشيها وتقضي حوائجها ، هذه الفئة بنت لنفسها تاريخ داخله حافل بالاجرام والاستيطان والحروب اينما حلوا فيه ، لما نقراء سفر من اسفار الكتاب نجد فيه عداء للشعوب والانسانية تفتقد فيها الانسانية ، ففي سفر القضاة مثلا :
كاتب السفر يؤرخ مسيرة هذا المستعمر بطريقة يشعرك انه مرسل من الله لتادية فريضة كتبت عليه ولكن ببره يثبت عكس ذلك ، يقول السفر ان بعد موت يشوع بن نون ان بني اسرائيل سالوا الرب ، اي انهم هم الذين سالوه وهو لم يسال ولم يامر فالمبادرة منهم ، وكان سؤالهم من منا يصعد الى الكنعانيين اولا لمحاربتهم . ؟ فتفاجئ بقول ان الرب اختار يهوذا ليدفعه لمحاربة الكنعانيين ، وانه هو من اخرب اورشليم بحد السيف واحرقوها بالنار ، فالسفر يبين لنا هذه الفئة المجرمة التي تعتدي على الشعوب وتستولي على الارض والاملاك باسم الرب تارة واخرى باسم الشيطان وحيت يتركهم الرب يصرخون له ان الذين يخفون الحقائق عليهم مراجعة حسابتهم وكتابهم المقدس ستجدون ان بني اسرائيل عملوا الشر في عيني الرب في كل مرة يدفعهم لاعدائهم فيصرخون للرب ، فما اشبه الامس باليوم هم يحاربون من اجل المياه فعينهم على النيل والفرات وعيون مجدوا حاضره ، وعبر حروبهم واستيطانهم بداء منعطف تاريخي استخدمته الصهيونية كاداة ووسيلة لاحتلال ارض الاخرين ، في الاصحاح الرابع من سفر القضاة يسرد لنا قصة لبطل قومي دعي باسم شمشوم الجبار لقدرته وقوته الجسورة تروي لنا حبه لفتاة فلسطينية وقد اخبر امه وابيه لاخذها زوجة له ، احتقار الام والاب للشعب الفلسطيني هذه السرديه لها مدلولات عنصرية وحقد دفين على الشعوب ، في نهاية القصة تنتقم الفتاة الفلسطينية التي اسمها دليلة ، والتي ثبت لها بالدليل القاطع نوايا المستعمر ومكره وخبثه تقول الرواية ان الفتاة طلبت من شمشوم الجبار عشيقها ان يكشف لها سر قوته وقد حصلت عليه من خلال حمله على شرب الخمر حتى سكرا ، واعترف بسره لها ان شعر راسه سر قوته ، فاخبرت قومها بالسر بعدما قصت شعر راسه ، فلما استيقظ من سكره استشعر بفقدان قوته وان الفلسطينيين احسنوا تقييده وافقه عينين واصبح اعمى وجعل بين عامودين في المعبد وسخروا منه ، لفترة عاد شعره بالنمو فرق قلب حبيبته الفلسطينية التي اعانته ووقفت معه بعدما رات صنيع قومها لحبيبها اذ طلب منها وضعيه بين عموديين اساسيين للمعبد بهدف الانتقام من الفلسطينيين ، ان هذان العمودين الاساسيين هم يحملى اركان هذا المعبد ، فبقوة شمشوم الجبارة استطاع زعزعت مكان العمودين وهدم المعبد على كل من تواجد داخله ، ( بالعربي علي وعلى اعدائي ) . يتكرر هذا المشهد يوم ان الكيان الصهيوني الاستعماري احب شخصية السنوار الفلسطيني من خلال تواجده داخل المعتقل وحوال كسبه لصفه واظهر لهم السنوار الايجابية في امكانية ايجاد حل للشعب الفلسطيني وانه يمكن حسب جهاز الامن الصهيوني تجنيد السنوار لخدمة مصالحه ورعايتها ، وتفاجئ فيما بعد انه خدع بعد السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣ والتي تفاجئ الصديق قبل العدو من تلك الاحداث التي كانت بنظرهم مستحيله ونعود بالذاكرة قصة شمشوم الجبار ودليلة ، والتي كانت سببا لهلكهم جميعا ، فالاحداث التي الت اليها بسبب السابع من اكتوبر ، هي نفس المنطق علي وعلى اعدائي ، قد فعلها شمشوم الجبار السنوار والذي اطاح بهيبة امريكا والغرب والكيان الصهيوني ، وفتحت عيون العالم كله على الخداع والمكر والنفاق لتلك الانظمة المجرمة ، والتي دعمت الارهاب وروجت له واغرق شعوب العالم والمنطقة الشرق اوسطية لحروب ونزاعات لن تهداء ابدا ما دام هناك دولة عميقة تدير تلك الاحداث الماساوية من قتل للاطفال والنساء والشيوخ وكل كائن حي وهدم المنازل وحرق وتدمير هو ناتج تلك النقمة والحقد القديم على الشعب الفلسطيني الذي انتزع منه حق السيادة على ارضه ووطنه والاعتداء السافل على مقدساته واماكن عبادته وهدم البيوت والمستشفيات كل مقومات الحياة لهي اعظم الجرائم الانسانية والتي يندب لها الجبين ، فاليوم رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو قد بنى له شخصية الرجل الجبار متقمص شخصية شمشوم الجبار مستعين بسموتريش وبن غفير احدهم يريد هدم الاقصى لبناء هبكل والاخر يريد احتلال واستعمار ، والرئيس يريد الاحتفاظ بكرسيه والهروب من المحاكمة الاممية والمحلية ، ظنن منه انه على حق وينفذ اوامر الرب مستمد قوته من دولة فاشية استعمارية لا اخلاق لها بنيت على جثث شعوب ملكت الارض ، تعمل ترسيخ الفكر الصهيوني والايدولوجية الغربية وهدم الاخلاق والدين وسرقت ثروات الشعوب وافناء بعضها ظنن منها تفعل ذلك خدمة للرب ، يا شعوب العالم اصحوا من سباتكم العميق هؤلاء لن يتوانون لحظة عن ابادتكم وقتلك بدم بارد انظروا ماذا فعله بالعراق وليبيا واليمن والصومال والسودان وسوريا ولبنان وفلسطين الا يكفيكم كل هذه الحروب ورسولنا اخبرنا عن تلك الاحداث وهي علامة على قرب الساعة ، تداعي الامم وخرب الشام ويثرب ومصر نسال الله ان ينتهي فينا الوهن والضعف وتاتينا اليقظة والفرج لمن يريده ويستحقه
بقلم : سليم السعدي
21/12/2024 08:22 am 108