كنوز نت - بقلم الفنان سليم السعدي 


" هل الله معنا " 

هل حقا الله معنا ؟ سؤال يطرحه الكثيرين ، قيل ان الله اراد ان يتجسد وروحه تحل في جسد بشري كي يعيش مع من خلقه يشعر بحزنه والمه وطبيعة سلوكياته عن قرب ، وانه يتالم وتالم على صنيعته لهذا الانسان المخلوق العجيب ، الكثيرون امنوا بهذه الرواية الغريبة والعجيبة ودار حوار ونقاش فئة صدقت وفئة اخرى كذبت وفئة انكرت ، السؤال هنا كيف لله القدرة والتي يجهل العالم كله طبيعته ، ان يفعل هذا لنفسه المقدسة والطاهرة ان تدخل في جسدا خلق من تراب وحين ياتيه الموت يرجع الى اصله ترابا ، وحين تنقب قبر ميت لسبب ما تجده عظاما وترابا وتلك العظام لا تبقى بل بعد مئات السنين تختفي ، البعض يتسأل لو ان الله في روحنا واجسادنا لما كنا صانعي الفساد والاثم ولما ارسل لنا انبياء ورسل منا ، ولما احتجنا ان نرتكب المعاصي مما ظهر ومما بطن ، المعتقد هو ان العقل البشري حين يخطئ ويظلم ويمرض تراه عاجزا فليتجئ الى الله في ذهنه وفكره كي يلبي طلباته وحاجته ، وحين يفشل في تلقي العلاج لحل مشاكله يصبح وحشا كاسرا مجرما متنكر لانسانيته التي خلقها الله بالفطر لجميع مخلوقاته ، فهناك الكلب نجد عنده الوفاء والاخلاص لصاحبه واحيانا نراه يساعد اشخاصا لم يعرفهم من قبل ولكن يفعل ذلك لانه يوما من الايام قام احدهم بمساعدته وانقاذه اما من مرضا او اسعافه من جرحا او اطعامه ماكلا فحفظ ذاك الكلب في نفسه وحين وجد من كانه في ظروفه اسرع في تقديم العون والمساعدة ، وهناك الكثير من القصص والروايات التي تؤكد ما اقوله وانقله لكم ، اخواني الاعزاء الخالق هو الله وعالم بمخلوقاتهم وتصرفهم من قبل خلقهم ، لما يتقنص بصورة انسان ، او يحتاج يتنفس مثلنا او يمشي بارجل او يتكلم ويتعب وينام ، تلك صفات بشرية هو اقدس واشرف مرتبة من ان يكون به هذه الصفات وقال عن نفسه ليس كمثله شيئ وهو السميع العليم ، لو كان الله معنا ومكث بيننا لم تجراء الرومان بصلبه وتعذيبه وتوبيخه واهانته ، هذا التصور الخبيث لصورة الله وقدسيته جعلت كي تنفذ مشروع الكفر والالحاد ، مشروع منذا ان خلق ادم وتحدي ابليس الخالق فاتباع ابليس واعوانه شاركوا مع بعضهم تاليف قصص وروايات كثيرة ادخلوا الشك في عقلية الانسان ان لا وجود لله ، حينها رائ الله كثرة الفساد والقتل وانكار وجوده بعث الايات والمعجزات من خلال الانبياء والرسل مثل موسى وعيسى واخرون عليهما افضل الصلاة والسلام ، في قصة موسى قال تعالى اذهب لفرعون انه طغى ، سورة طه وفي الانجيل ارسل المسيح وقال لقومه جئت لاكمل الناموس ما جئت لانقضه ، وبعدهم جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال الله لنبيه انا ارسلناك رحمة للعالمين ، اذا الله بعث رسلنا من البشر وحلت كلمته في روح كل نبي ليحقق العدل والامن والسلام للانسان ومع ذلك فشلوا رسله وانبيائه من تحقيق ذلك وازداد الكفر والقتل والزنى والسرقة وما زال هذا الفاسد منتشرا ، اتعلمون لماذا ، لانكم ابتعدتم عن الله فابتعد عنا ، وكيف نكون مع الله اذكركم بحادثة الغار لنبينا محمد وصديقه ابو بكر ، بعدما لحق بهم الكفار واجمعوا على قتلهم اختبؤا في غار ولان نبينا طمئن صاحبه واستعان بالله
حصل الضمان والحماية من الله قال تعالى ، (( اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )) . اذا قوة الايمان بالحفظ والنجاة تاتي حين تكون نفسك مقتنعة بالخلاص والنجاة وليس بالضرورة ان نراى الله يمشي وياكل بالاسواق وينام ويتالم ويسير ويحزن الخ من الصفات البشرية ، فالله الحقيقي هو في داخلنا العقلي والحسي والفكري لا جسد يتلف ويهرم ويشيخ ويموت ويرجع الى اصله الترابي ، فتحوا عقولكم واعلموا ان الله معنا حين نقدسه ونعرفه جيدا بالطريقه الصحيحة وان علينا ادراك وجوده بانه هو الطبيب والمنجي والقادر على تغيير الامور ، فالطبيب البشري احينا يعطيك الامل في الشفاء ، فيقول لك خمسون في المئة لنجاح عمليتك وتارة يقول سبعون بالمئة واخرى مئة بالمئة ولما يعجرز يقول لا علاج لك لمثلةهذه الحالة النادرة ، ولكن الله صانع المعجزات وهو الشافي والمحي والمميت يبراء الاكمه والابرص ويحي الميت وهو على كل شيئ قدير ، اذا لجئت اليه تاكد انه سيشفيك وسيحل لك كل مشاكلك وامراضك فكن مع الله حتى يكون معك ، حين كان المسلمين مع الله كانوا ينعمون بالامن والسلام والخير والشفاء وحين ابتعد المسلم عن الله واكتفى بمواعظ الشيوخ وعلمائها واساتذها تركهم الله وكثرةفيهم الامراض وتلك الامراض جعلتهم الامة الضعيفة والخاسرة كل شيئ مع انها تمتلك جميع كنوز العالم ومقومات الحياة الا انهم ابتعدوا عن الله وتركه واحبوا الدنيا والمال وهجروا كتابه وتعاليمه واخذوا علومهم من الفقهاء والعلماء واسسوا لهم منهج اخر غير الذي بعث لهم رسولا يتلوا عليهم ايات ربهم وان هذه الغفله والانكار والهجر اوصلهم للتهلكة والقتل والفاسد مثلما سبقهم في ذلك اهل الكتاب والذي نشروا الفساد في البر والبحر واكله حقوق الناس وقتلوا وسرقوا وزنوا دون حساب ، قال تعالى ات امر الله فلا تستعجلوه ، يوم يحل غضبه وسخطه على الذين تركوا عبادته والعمل بشريعته فدب فيهم الامراض والعلل فعندها ظلموا انفسهم واستكبروا وقالوا للناس نحن ربكم الاعلى ، فسال بعضهم متى نصر الله فاجاب الله الا نصر الله قريب ، ان استعجالكم الشر والقتل والفساد لدليل على قرب هلككم وبعثكم وحسابكم نسال الله الخير والامن والسلام وكونا معه ختى يكون معكم واتبعوا كتابه الذي فصل فيه احكامه وشريعته وتاكدوا حينها يكون الله معكم وينصركم ولا غالب لكم بالختام نصلى ونسلم على جميع الانبياء والرسل الذين كرمهم الرب وجعلهم مختارين وحملوا معهم رسالة ربانيا اخلاقية ونكرم ونسلم على ملائتكه الذين حاملين عرشه وجنده في السموات والاراضين حافظين وسامعين اوامر الرب الاله الذي اكرمهم وجعلهم من نوره الحقيقي لا يخالفون اوامره مهطعين يعملون ليل نهار دون كل حريصين على ذكر اسم الله وتمجيده فكونوا يا مسلمين ك الملائكة ستنعمون بالخير والامن والسعادة والجنة الحقيقية هي الايمان بالله حق ايمان وتعترف بوجوده وانك عبد ليس شيئ اخر حينها تخرج من الغار الذي انت فيه مطمئن مشافى معافى باذن الله ،