كنوز نت - عربي بوست
وثائقي “ملفات بيبي” يفضح نتنياهو..
يعاني من تنمر سارة، ويتهرب من المحاكمة بافتعال الحروب
كنوز نت - عربي بوست - رغم الحظر على عرضه، أثار الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" – الذي يكشف تحقيقات شرطة الاحتلال مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأفراد عائلته – ضجةً بين الإسرائيليين، الذين تسابقوا على مشاركة مقاطعَ منه على صفحاتهم في منصات التواصل الاجتماعي.
وتم عرض مقاطع من الفيلم في مهرجان "تورنتو" السينمائي الدولي في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، وقبل أيامٍ، تم رفعه على تطبيق "غولت الأمريكي"، ما استدعى آلاف الإسرائيليين إلى استخدام شبكة "VPN" لتجاوز الحظر المفروض عليه لمشاهدته.
وفي إسرائيل، يحظر القانون نشر لقطات تحقيقات الشرطة، وبالتالي يمنع عرض الفيلم داخلها.
وحاول نتنياهو منع عرض الفيلم في مهرجان تورنتو. والسبب، كما جاء في الالتماس العاجل الذي قدمه محاميه في القضية 2000 (المتعلقة بالرشوة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي لمالك صحيفة يديعوت أحرونوت أرنون موزيس)، هو أن "أحد منتجي الفيلم، وهو الصحفي رافيف دراكر، أعلن نفسه علناً خصماً سياسياً لنتنياهو". لكن قاضي المحكمة رفض الطلب.
واللافت أن عرض الفيلم جاء بالتزامن مع قرار المحكمة العليا بدء الاستماع لشهادة رئيس الوزراء الإسرائيلي في ملفات الفساد المتهم بها في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ماذا يعرض فيلم "ملفات بيبي"؟
"ملفات بيبي" هو فيلم وثائقي أمريكي من إخراج ألكسيس بلوم وإنتاج أليكس جيبني. يعرض تسلسل الأحداث منذ فوز نتنياهو الساحق بانتخابات عام 2015، مروراً بتقديم لوائح الاتهام ضده.
وفي سياق فضائح الفساد، تبدو الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو وعائلته – مثل تلقي الهدايا الفاخرة من سيجار وشمبانيا إلى المجوهرات – بسيطة مقارنة بجرائم كبرى قامت بها رؤساء في العالم. لكن الفيلم يظهر كيف أن هذه السلوكيات تُعدُّ صادمةً بالنسبة للإسرائيليين الذين يحتفظون بجذور اشتراكية عميقة من تراث الكيبوتس.
ويشير الفيلم الوثائقي إلى أن نتنياهو مرعوب من الإطاحة به وسجنه، إلى الحد الذي يجعله على استعداد لإثارة الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي لتجنب ذلك.
وبحسب موقع "فاريتي" الأمريكي، فإن الفيلم يقدم حجة قوية مفادها أن تحالف نتنياهو مع أقصى اليمين في إسرائيل وإصراره على إطالة الحرب على غزة دون أفق، كان مدفوعاً بالكامل تقريباً بمحاولته التهرب من التهم الموجهة إليه.
ويرتكز فيلم "ملفات بيبي" على لقطاتٍ مسرّبة من التحقيقات مع نتنياهو في قضايا الفساد (1000 و2000 و4000)، إلى جانب مقابلات مع شخصيات إسرائيلية رئيسية، مثل رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، ورئيس جهاز الشاباك السابق عامي أيالون، والصحفي رفيف دراكر.
ويولي الفيلم اهتماماً خاصاً بقضية أرنون ميلشان، منتج هوليوود الإسرائيلي، الذي قدم لعائلة نتنياهو هدايا تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الشواقل. حيث يُقدّم الفيلم العلاقة بين ميلشان ونتنياهو باعتبارها حالة اختبار كلاسيكية للعلاقات بين رأس المال والحكومة، عندما أدت الهدايا المزعومة إلى تدخل نتنياهو في شؤون الضرائب والتأشيرات لصالح المنتج.
ورغم أن اللقطات المسرّبة أُجريت منذ أكثر من ثماني سنوات، إلا أنها لم تُعرض في أي مكان، بما في ذلك إسرائيل، بسبب قانون الخصوصية في البلاد.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الفيلم يُقدّم صورة غير إيجابية عن نتنياهو، الذي يتصرف انطلاقاً من مصالح واعتبارات شخصية، ويُظهر مدى تأثير زوجته سارة وابنه يائير عليه.
ويحاول نتنياهو خلال جلسات استجوابه البروز كشخصية ذات نزاهة، إذ تتلخص استراتيجيته بالإنكار، حيث يقول موقع "فاريتي" إن 95% من إجاباته على أسئلة المحققين تمثلت بـ"لا أتذكر".
◾ مقطع مسرب:
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 24, 2024
لحظة إنهيار و انفعال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في وجه المحققين بعد مواجهته بالأدلة والشهود في قضايا فساد فيما يعرف بـ"ملفات بيبي pic.twitter.com/xo0ayfze28
ولا يقتصر الأمر على الإنكار، إذ حاول نتنياهو التلاعب بمشاعر محققي الشرطة من خلال مهاجمتهم بنبرة عالية. وفي إحدى المقابلات التي تداولها الإسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي، يصرخ بوجه أحد المحققين: "هذا سخيف، أنت واهم".
ثم يستمع نتنياهو إلى تسجيلاتٍ صوتية لشهودٍ يصفون تجاوزاته وصفقاته غير القانونية التي أبرمها، مثل تسهيله قروضاً مصرفية بقيمة 250 مليون دولار لقطب الهواتف المحمولة الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش، مقابل حصوله على السيطرة التحريرية على موقع "وللا". ويصرخ قائلاً: "أكاذيب.. كلها أكاذيب"، في سعيه لاستمالة المحققين لتصديقه.
وفي مقطع فيديو آخر، حاول نتنياهو إظهار "المظلومية" خلال التحقيق معه، حيث قام بضرب الطاولة بيده، متهماً الشهود باختلاق القصص ضده. وعلّق الناقد السينمائي بمجلة "فاريتي"، أوين جليبرمان، قائلاً: "لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ممثل كبير مثل ترامب، وساحر في وقاحته".
ويكشف "ملفات بيبي" أن محامي نتنياهو نصحه بتقديم استقالته والانسحاب من المشهد السياسي عند تقديمه للمحاكمة لأول مرة عام 2019، لكن رئيس الوزراء رفض ذلك وأصر على تمرده.
ووصف رئيس الوزراء الأسبق أولمرت نتنياهو بأنه شخصية متعالية لا يستطيع أحد التعرض لها، وتتحدى النظام في إسرائيل.
وفضّل نتنياهو الهروب إلى الأمام بعد وقوف أحزاب يسار الوسط في الكنيست ضده، متجهاً نحو أقصى اليمين. حيث تحالف مع شخصياتٍ مؤيدة للإرهاب المناهض للفلسطينيين، مثل بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير الذي احتفل علناً باغتيال إسحاق رابين، ليشكّل رئيس الوزراء الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ السياسة الإسرائيلية.
ويقارن أحد الشخصيات في الفيلم رئاسة نتنياهو للحكومة بمسلسل "بيت من ورق". وتقول المخرجة بلوم: "هذه القصص عن نتنياهو معروفة جيداً في إسرائيل. وقد قال لي العديد من الإسرائيليين إنه يجب نشر المقاطع المسربة للعالم كله".
27/11/2024 08:20 am 332