ناشطون "يساريون "تونسيون يقتحمون مؤتمرالمقاطعة ضد التطبيع لشتم عزمي بشارة
قام عدد من الناشطين المناهضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني باقتحام ندوة يحتضنها أحد النزل بمدينة الحمامات ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يديره الباحث الفلسطيني المعروف الدكتور عزمي بشارة.
وأظهر مقطع فيديو تناقله ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي قيام عدد من الناشطين اليساريين القوميين في تونس، بدخول قاعة الندوة صباح الخميس، ورفع العلمين الفلسطيني والسوري ورددوا شعارات مندّدة بالتطبيع ومنددة بالسياسات القطرية والأمريكية والصهيونية ورافضة لتواجد عزمي بشارة.
وقال أحد الناشطين لمهدي المبروك “نحن جئنا لنعبر عن مواقفنا وسنغادر القاعة” في حين يردّد زملاؤه شعار “مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة”.
ويعرف عن الناشطين التونسيين في اليسار وفي الأحزاب السياسية القومية مساندتهم المطلقة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة إلى دعمهم لجماعة حزب الله وفي نفس الوقت معاداتهم لدول الخليج وعلى رأسها قطر والسعودية.
مجموعة من “شبيحة” بشار الأسد في تونس
وفي سياق تعليقه على الحادثة، قال الباحث بالمركز حمزة المصطفى في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإحتماعي “فيسبوك” “قبل قليل اقتحم مجموعة من شبيحة بشار الأسد في تونس المؤتمر الذي يعقده المركز العربي بعنوان “استراتيجية المقاطعة ضد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتهايد: الواقع والطموح” واتهموا المشاركين بالعمالة لإسرائيل ورفعوا شعارات ضد المركز العربي.”
وأضاف “قاد عملية الاقتحام التي تشبه اقتحامات الأمن السوري للبيوت ما يسمى “الاتحاد القومي العربي” ورفعوا علم النظام السوري واعتدى بعضهم على المشاركين جسديًا. الأمين العام لهذه المجموعة يسمى يضع في بروفايله صورة بشار ويتغنى بمجازره اليومية.”
وتابع المصطفى “لم يقرأ هؤلاء البجم عنوان المؤتمر، ولم يطلعوا على قائمة المشاركين فيه من الأكاديميين والنشطاء ممن لهم باع طويل في النضال ضد إسرائيل وحركة المقاطعة الأخيرة فهؤلاء المرتزقة لا يعرفون إلا ” الشعارات” الكاذبة، فإسرائيل غدت صديقهم المقرب المدافع الأول عن نظامهم الذي باع البلد لإيران وروسيا ويخطب ود اليمن المتطرف في الغرب.”
وختم تدوينته بالقول “لقد انكشف هؤلاء أمام الجمهور، ولم يعد أحد يعط بالا لهم، فهم لم يحصلوا على أي معقد في أي انتخابات تونسية من جهة، وتحولوا إلى حزب ميكروا باص يتنقلون بين الأماكن والمؤتمرات للتخريب ورفع صور الأسد. الجميل بالأمر، أن الإخوة الفلسطينيين وبعض النشطاء تصدوا لهؤلاء وطالبوهم بعدم المزاودة واستغلال اسم فلسطين في أهدافهم الدنيئة، وأخرجوهم مطرودين.
“المركز العربي يندّد بالإقتحام
وجاء في الصفحة الرسمية للمركز العربي للدراسات على “تويتر” منشور بعنوان “الشبيحة يحاولون عرقلة مؤتمر ضد التطبيع” استنكروا فيه محاولة عرقلة أشغال المؤتمر من قبل من أسموهم بـ”الشبيحة”.
وأضاف “وعلى الرغم من أنّ هذه المحاولة البائسة باءت بالفشل، فإنها تعكس بالضرورة أنّ شبيحة النظام السوري يتعاملون مع القضية الفلسطينية كأداةٍ لخدمة الاستبداد وقتل المواطنين.”
وفي هذا الصدد أكّد المركز العربي على استمراره في عقد المؤتمرات الأكاديمية بشأن القضية الفلسطينية، وبأنه ليس في حاجة إلى إذنٍ من أي جهةٍ تدعي احتكار القضية أو وسائلها في النضال.
كما عبر المركز عن انحيازه الكامل لقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية ورفض الاستبداد ومناصرة تطلعات الشعوب العربية تجاه الحياة بكرامة وحرية، وإيمانه بأنّ هدف العلوم الاجتماعية الارتقاء بالمواطن وإسعاده، وليست الشعوب العربية استثناءً في هذا المجال.
وأوضح المركز العربي لدراسة السياسات أنه سوف يستمر بالتزامه المبدئي بهذه المواقف الأخلاقية، مؤكدا أنّ محاولة شبيحة النظام السوري والقذافي بمحاولاتهم التشويش على مؤتمرات ضد التطبيع يؤكدون على نتيجةٍ واحدةٍ مفادها أنّ الاستعمار والاستبداد وجهان لعملة واحدة.
ومؤتمر المقاطعة الذي تحتضنه تونس هو عبارة عن ورشات عمل أكاديمية تهدف إلى “تقديم أوراق تحليلية حول استراتيجيات المقاطعة وآفاقها المستقبلية، ودراسة أوجه الشبه بين الحركة الحالية لمقاطعة إسرائيل من جهة، وحركة المقاطعة ضد التمييز العنصري (الأبارتهايد) في دولة جنوب أفريقيا من جهة ثانية”، بحسب توضيح المدير التنفيذي لـ”المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، الدكتور محمد المصري.
يذكر أن صحيفة الديلي تليغراف نشرت مقالًا في الثالث من آب/ أغسطس 2016، بعنوان “غضب إسرائيلي لتبنّي قطر حملة المقاطعة العالمية”، وتضمن جملةً من المغالطات بشأن مؤتمر “إستراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأبارتهايد: الواقع والطموح”، وكذلك بشأن مُنظِّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وقال المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إنّه “وعلى الرغم من أنّ المقالة مبنيّة على مجموعةٍ واسعةٍ من التناقضات والمغالطات، التي يستطيع أيُّ قارئ تبيُّنها ويدرك بأنّ كاتبها مدفوعٌ بمواقفه المنحازة إلى إسرائيل والصهيونية، فإنه من الواضح أنّ نشر هذا المقال جاء ليؤكّد أهمية هذا المؤتمر والقضايا التي يشارك في طرحها نخبةٌ من الباحثين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، والذين يتناولون ما وصلت إليه حركة المقاطعة العالمية وعناصر نجاحها وتعزيز دورها في مواجهة الحملة التي تشنها إسرائيل وحلفاؤها ضدها.”
05/08/2016 02:02 am