كنوز نت - محمد البريم

عن د.احمد مجدلاني و مرحلة التحولات في تسعينيات القرن الماضي
  • الكاتب: رائد عبد الفتاح مهنا

في تسعينات القرن الماضي وفي مرحلة التحولات الداخلية الأكثر تعقيدا والتغيرات الأساسية في الساحة الدولية، كانت السلطة الوطنية الفلسطينية تعيد ترتيب أهدافها وأولوياتها وسياستها الخارجية إلى حد كبير وقد تم ذلك مع الأخذ في الاعتبار الخبرة الدبلوماسية و روابطها وتقاليدها في الاتصالات الدولية التي تعود إلى زمن .

وتزامنت التغيرات في العالم مع واحدة من أصعب الفترات ولكن لا مفر منها وفي التاريخ الفلسطيني الممتد من فترات طويلة و المرتبطة بالانتقال إلى طريق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ولقد اختارت السلطة الوطنية الفلسطينية سياسة خارجية تركز على تحقيق المصالح الوطنية في المحافل الدولية

ومن أهم هذه الشخصيات الوطنية المخلصة التي قضت سنوات من النضال والتحدي من أجل تحقيق قيام الدولة الفلسطينية

هو الدكتور أحمد المجدلاني ابن مدينة صفد والده عبد السلام مجدلاني ومن المناضلين ضد الاستعمار البريطاني وأيضا واحد من المجاهدين في عز الدين القسام و ناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي مما ادي الي استشهاد شقيقه عبد الهادي مجدلاني سنة 1948 ضمن العمليات النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن ثم انتقل إلى سوريا حيث ترعرع الدكتور أحمد في دمشق حيث كان والده المثل الأعلي في النضال والعودة إلى فلسطين ، درس في المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية في دمشق ومن ثم التحق بالجامعة اللبنانية وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية كلية الحقوق والعلوم الإدارية لسنة 1978

 ومن ثم سافر إلى بلغاريا والتحق بدورة في إدارة العلاقات والسياسة الدولية لمدة عام من أكاديمية العلوم في العاصمة صوفيا

حيث قام بنشر العديد من المقالات باللغة البلغارية والعربية منها الآثار الاقتصادية للتسلح على بلدان الشرق الأوسط والنفط والسياسة في الشرق الأوسط خلال فتره 1985 _ 1986 وبعد انتهاء عام من الدوره قد التحق في برنامج الدراسات العليا في جامعة صوفيا الحكومية بفلسفة الاقتصاد وحصل على درجة PHP علما بأن رسالة الدكتوراه في دور الشركات متعددة الجنسية في تعميق التناقضات في منطقة الشرق الأوسط .


وفي عام 1970 التحق في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومن ثم عضوا بالمكتب الطلابي المركزي وبعد مسؤول المكتب الطلابي المركزي ومن ثم تدرج إلى مسؤول قطاع بيروت في قيادة لبنان وفي عام 1982 انتخب عضوا باللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي وتدرج في عضوية المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المجلس المركزي الفلسطيني. وبعدها انتخب عضوا في المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عام 1993 وفي عام 2009 عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفي الانتخابات الأخيرة انتخب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني 

وشغل مناصب كثيرة ومع بداية عام 2000 و طوال خمسه سنوات عمل مستشارا للرئيس ياسر عرفات رحمه الله 

واستلم رئيس مجلس ادارة جمعية الاقتصاديين الفلسطينية في منتصف 2002

  وشغل لمدة عامين مستشار لمؤسسة أمان للتحضير للمؤتمر الأول حول النزاهة والشفافية في فلسطين

وعمل في المجال الأكاديمي في بيرزيت و سفيرا لدولة فلسطين في رومانيا بوخارست واستلم مهام وزارية في الحكومة التاسعة أحمد قريع وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان وايضا تسلم حقيبة وزارة العمل في حكومة سلام فياض وتم تكليفه فيما بعد في الحكومة الثانية لسلام فياض بمهام وزير الزراعة واستلم أيضا رئاسة مجلس إدارة هيئة التقاعد الفلسطينية لمدة عامين حتى 2018 وفي عام 2019 في حكومة د. محمد شتيه تم تعيين الدكتور أحمد مجدلاني وزيراً للتنمية الاجتماعية وفي مرحلة من التغيير والتطوير الأكاديمي بتوجيهات من السيد الرئيس محمود عباس بتشكيل مجلس أمناء جامعة الاستقلال وتم تعينه عضواً وتم اختياره نائبا لرئيس مجلس الأمناء 

وفي عام 2024 تم تعيين دكتور احمد رئيساً لمجلس أمناء المؤسسه الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي

ومن خلال استلامه مهام وزارية عدة كان يعمل على تنفيذ التدابير اللازمة للاتجاهات الرئيسية لسياسة الدولة الفلسطينية في مجال العمل والحماية الاجتماعية لأسر الشهداء والنساء والأطفال وكبار السن والمعوقين والخدمات الاجتماعية للسكان، ضمن التشريعات المتعلقة بالحماية الاجتماعية لسكان قطاع غزه والضفه ومن ضمن الإنجازات تنظيم إجراء فعاليات لتوصيف المواطنين العاطلين عن العمل ومن ناحيه أخري عمل علي دعم مشاريع التنمية الزراعية بالمشاريع الفعالة وعملية التواصل مع جميع المزارعين لتحقيق الأمن الغذائي كون وزارة الزراعة تعتبر من القطاعات الاقتصادية الحيوية والعمل والتنسيق على منظمات المجتمع الأهلي والمدني حول المشاريع التي تم تنفيذها خلال فترة تكليفه أنا ذلك وايضا عمل على تعديل قانون الزراعة مع المنظمات الأهلية بالشراكة بينهما لتنظيم سير العمل .

ختاماً ويتجلى تأثيره العميق على الدولة من خلال سياساته وإصلاحاته التي ساهمت في تعزيز الحماية الاجتماعية وتنمية قدرات وفرص الفئات المهمشة وتطوير التدخلات الاجتماعية بشكل نوعي مما انعكس بشكل إيجابي على حياة المواطنين اضافة إلى رؤيته الثاقبة وقدرته على التواصل مع مختلف فئات المجتمع جعلته شخصية محورية في صنع القرار. رغم التحديات التي واجهها، إلا أنه ظل مخلصًا لمبادئه، وعمل بلا كلل من أجل تحقيق المصلحة العامة
كما أن إرثه سيبقى حاضراً في ذاكرة الوطن، حيث ترك وما زال بصمة واضحة تعكس التزامه العميق بخدمة بلاده. نتمنى أن تستمر أجيال المستقبل في الاستفادة من دروس تجربته، وأن تسعى لتحقيق رؤية وطنية تتماشى مع تطلعات الشعب.