كنوز نت - بقلم : شاكر فريد حسن



العالم الفلسطيني الجليل أنطوان زحلان يترجل عن صهوة الحياة



رحل عن دنيانا في الاول من أيلول الجاري العالم الفلسطيني الجليل، شيخ العلم وتاريخه، المرحوم أنطوان زحلان، أحد أبرز واهم العلماء العرب في مجال العلوم التطبيقية، والعلاقة بين العلوم والمجتمع.

فهو العروبي من طراز رفيع، والنهضوي التنويري بامتياز. اتصف بنزعته القومية وتطلعه إلى نهضة عربية تقوم على العلم والثقافة والفكر والتنوير والمواطنة.


عانق أنطوان زحلان نور الحياة في حيفا العام 1928، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الفرير بالقدس، وعندما احتلت القوات الصهيونية مدينة حيفا، لجأ مع عائلته إلى لبنان. التحق بالجامعة الامريكية في بيروت وتخرج منها سنة 1951، بدرجة البكالوريوس، فالماجستير سنة 1952، ثم الدكتوراه سنة 1956 من جامعة سيراكيوز بنيويورك. وخلال الفترة الممتدة ما بين 1956- 1969 أشغل أستاذًا ورئيسًا لدائرة الفيزياء في كلية العلوم التابعة للجامعة الامريكية.

نذر أنطوان زحلان نفسه لتحرير العقل العربي الرهين الخامل المتخلف والنهوض بواقعه العلمي المتردي، وطفح قلبه بأشجان وهموم وقضايا الأمة طيلة حياته، وأنجز العديد من الكتب والمؤلفات في مجالات العلم والتكنولوجيا والتربية والتعليم، وهي : " العلم والتعليم العالي في اسرائيل، العلم والسياسة العلمية في الوطن العربي، العلم والتكنولوجيا في الصراع العربي الاسرائيلي، البعد التكنولوجي للوحدة العربية، العرب والعلم والثقافة، إعادة واعمار فلسطين، العرب وتحديات العلم والثقافة- تقدم من دون تغيير، العلم والسيادة- التوقعات والامكانات في البلدان العربية " واخيرًا "العلوم، التنمية والسيادة في العالم العربي ".

أنطوان زحلان مفكر جاب العالم وقضى حياته في رحاب ونعيم العلم، محاضرًا ومستكشفًا وناظرًا، ساعيًا إلى بناء أسس معرفية رصينة لمشروع الثقافة العلمية، وظل متماسكًا ومنشغلًا بنور الكتاب، متطلعًا إلى التنوير والهداية، مكرسًا جهوده المتفانية وامكانياته وطاقاته لأجل اشعال وتوقد النهضة العلمية والحضارية لأمة عريقة تنتابها المتاهات والاخفاقات ولحظات الغفلة والإهمال.

فسلام لروح أنطوان زحلان وله الرحمة وعاشت ذكراه في تاريخنا الثقافي العلمي المعرفي وذاكرتنا الشعبية الحية، وفي وجداننا العربي.