كنوز نت - اعداد : ياسر خالد 


"نجحت في كسر النظرات الاجتماعية تجاهي"


رولا ابورعد 


أمي بتحكيلي اني كنت طفلة مشاغبة كثير وانا صغيرة.. كنت العب كثير لحد ما امي تنادي علي اوكل.. اسمعها وارد عليها.. تعلمت الكلمات الأولى زيكم من عيلتي الي حواليي والصوت .. لكن بعمر 3 سنوات خاني الصوت.. اصبت بمرض الحصبة الي سببلي بمشكلة دائمة بالسمع، كان لازم اكمل 38 سنة من عمري احارب النظرات الاجتماعية واكافح ضد فكرة انه لا يحق لذوي الإعاقة انهن يأسسوا عيلة .. انا اليوم ام ل 3 أطفال.. رغم انهن بحكوا وبسمعوا.. بس لغتهن الام هي الإشارات... معلمة ومركزه للغة الإشارات في منطقه المثلث والشمال ، خرجت جيل كامل على مدار السنوات من الطلاب ثقال السمع الناجحون في امتحان السياقة النظري.. والاهم: نجحت في كسر النظرات الاجتماعية تجاهي الحياة علمتني انه لكل شخص فرصه في الابداع والنجاح حتى لو كانت حالته خاصة .


تحدت رولا أبو رعد  الظروف التي ألمّت بها وهي طفلة بعدما فقدت سمعها إثر المرض وهي في الثالثة من عمرها، ولكنها ظلت تتكلم، وتعلمت مع مرور الزمن قراءة الشفاه لكي تستطيع التواصل مع من حولها ولا تضطر لتعلّم لغة الإشارة أو يضطر محدثها لتعلمها.
رولا أبو رعد، هي أم من أم الفحم،  حصلت على شهادة هي الأولى من نوعها في البلاد وهي الإجازة في التدريب للسياقة النظرية للصم، وبذلك تكون قد استطاعت أن تجد طريقة لمساعدة أمثالها ممن ينظر لهم المجتمع كأنهم عالة عليه.

وقد أحست بمعاناتهم رغم أنها تستطيع الكلام وقراءة الشفاه، وترى أن قراءة الشفاة هي موهبة وهبة من الله برعت فيها رولا وتمكنت بسببها من أن تدخل المدارس العادية حتى أنهت الثانوية العامة، كما أن عدم وجود مدارس عربية خاصة بالصم في بلدتها في ذلك الوقت، أجبرها على دخول هذه المدارس، ولكنها لم تشعر بأي معاناة بسبب قدرتها على فهم المعلمين والمعلمات من خلال قراءة الشفاه.

وقد استمدت القوة والثقة بنفسها وتوجهت لدراسة التربية الخاصة في معهد متخصص وتزوجت بزوجها الحالي، وهو أصم، ما دفعها لأن تتعلم لغة الإشارة من أجله.

وها انا اليوم اخطو خطوات ناجحة جديدة وادخل عالم الفن للتعبير عن الاحساس الداخلي وابراز مواهب جيدة من خلال معرض نسيم الامل .

ولا تنكر رولا أن المجتمع العربي بدأ يتقبل الصم والبكم، وأن هناك الكثير من الحقوق التي استطاع الحصول عليها، ويضاف لها حق الأصم في أن يتعلم قيادة السيارات.

في النهاية قالت : (احنا مش معاقين. احنا ربنا وهبنا ميّزة خاصه بنا. فقط اعطونا مساحه واسمعونا. وتقبلونا بكل رحابه صدر.والاهم أحبونا)

طبعا شكر كبير للصديقة هناء توفيق ، ومبادرتها الرائعة والسباقة

اللقاء كان في قرية عرب الشبلي بمعرض نسيم الامل