.jpg)
فراشة الوادي صفاء ابو فنة ، شاعرة العشق!
كتب : شاكر فريد حسن
صفاء ابو فنة الناهضة والقادمة من كفر قرع ، هي مبدعة بكل ما تخطه بيراعها ، وترسمه بروحها الجميلة من المعاني والكلمات .
نصوصها عفوية صادقة انسيابية كشلالات البانياس في الشتاء ، تجري في الروح وتستقر عميقاً في الوجدان .
انها ، بحق، شاعرة الوادي ، وسيدة العشق والاقحوان ، التي نعتت نفسها بالفلسطينية الزقيقة ، نستشف من بين سطورها عبق الحنين والشوق من انفاس الربيع الذي لم يأت بعد ، افليست هي القائلة في مناجاة الحبيب :استشف من لهيب انفاسك عبق الحنين
صفاء ابو فنة هي تلك العاشقة التي تهوى السقوط بين معالم اللغة رفلسفة الكلمات .
هي شاعرة ناعمة زقيقة ملهمة مرهفة مشرقة في روضة الشعر وحديقة الالهام والابداع ، وذات حضور لافت في المشهد الشعري والادبي الشبابي في الداخل الفلسطيني ، رغم غيابها وانقطاعها عن النشر في الآونة الأخيرة.
نلمس في قصيدة صفاء ابو فنة ، الصفاء، والاشراق ، والسطوع ، والتجلي ، والصدق الفني ، والنفس الشاعري المتين ، والخيال الصافي ، والبراعة في التصوير الحسي ، والتعبير المجازي الابداعي .
تقول صفاء عن نفسها في مقابلة كنت اجريتها معها قبل سنوات ، ونشرت في الكثير من المواقع الالكترونية : " عاشقة ترتل قصة شعر لا ينتهي ، وتتراقص ملهوفة الخطى على اجنحة الخيال ، وفراشة تحط على قلائد الندى ، وتترنم بعذوبة المحبة ، وتعيش طقوس الكتابة عندما رافقتتي اشتية الحلم ، فكنت اروض جنون عشقي للغة الأم . اكتب ما تتلوه علي ربات الالهام من شعر وتثر ، وكنت اقطف زهور التمني من قلب حديقتي لا عطر بنرجستها عبير شوقي ، شغفي واخف برقرقة الفراش لاحضر هوسي بالقهوة !
تتراقص حوريات الجمال في ملكوت افقي يسرح الالهام عازفاً سيمفونيات طري وعواطف متمازجة قد سكبت من كؤوس العشق . الشجون ، الجنون ، الفرح والترح ، الألم والندم ، ينهمر غيث مفرداتي كلما هبت نسائم الاشراق الروحي فتغمر خيالاتي المجنحة وخيول مشاعري كلما تأملت مرآة الذات عند طلوع الفجر وهفهفة نوره المتغلغلة الى ستائر تافذتي اهذب ثوب انوثتي ، ارتب نعشي واصلح قلبي كي اصعد الى روح الدنى النورانية واستشرفها بحدسي .
صفاء ابو فنة شاعرة مرهفة الاحساس ، صادقة الوتر ، عاشقة ومعشوقة متفردة ، قصائدها مثيرة للدهشة الشعرية والمتعة الجمالية ، تعج بالجرس الموسيقي حتى عندما تكون الكلمات تنضح بالبساطة ، مضمخة بعبير النرجس والياسمين ، مجبولة بآلام وهموم شعبها وقضاياه وامالها .
انها تحلق عالياً مع اشراقة كل فجر ، تشدو مع العنادل والحساسين ، وتغرد مع الكنار اناشيد الحب واغاني الغرام ، فقصائدها بمجملها مكرسة للعشق ومناجاة الحبيب . وهي تكتب بوجدانها واحساسها عن الحرية والحب والنسيب العذري ومواطن الجمال في لغتنا الأم .
ما يلفت النظر ان صفاء ابو فنة عاشقة للكلمة الحلوة الجميلة ، وتبحث ابداً عن الأفكار الجديدة والمصطلحات ذات الايحاءات العميقة ، والكلمة لديها تخرج من قلمها الى الورق محملة بنبض الحياة تماماً مثل المولود الجديد .
صفاء ابو فنة تتقن فن الكتابة الابداعية ، التي تزخر بالاوصاف والمجازات البلاغية والصور الشعرية الجديدة ، فهي شاعرة مذهلة مدهشة ، تشبع احاسيسنا من دفء كلماتها وحروفها وتعابيرها وحرارة شعرها الذي لا يقاوم ..!
لنسمعها تقول في احدى مقطوعاتها الشعرية :
نزفت على درر الخريف براعم
سقطت بكأس الحب نور غمامتي
فتتنفس قدح الممكان زوابع
والصبح امسى في معية لوعتي
بيضاء رند اينعت في خافقي
وغزلت من شغف الحنين سحابتي
وعلى جمار الروح تخطو عبرتي
ملتاعة تدمي قريحة مهجتي
صفاء ابو فنة تمتعنا وتدهشنا بخيالها السابح في جداول الكلمات وبحار مشاعرها وعواطفها ، وتشبيهاتها الراقية في التنوع ، وبقصائدها المتدفقة المخضبة بالجمال الشاعري كالآلىء الخارجة من محارة بحرية ، ومشغولة بخيوط من الحرير الناعم ، وتم انضاجها على نار هادئة .
شعر صفاء ابو فنة ما هو ندى وزهر ، وطرب وخمر ، وما هو نشر وفجر ، وخيال وسحر ، وما هو دمع وجمر ، ورؤى وسر ، وما هو بحر ودر ، وروح وفكر ، وقلب وذكر ، وفي هذا الشعر نفحة من نفحات السماء ، ونبضة من نبضات القبة الزرقاء تنطلق موجة بزهرات في القلب الخافق المعطاء فاذا هي قافية غراء ، وقصيدة عصماء.
صفاء ابو فنة مسكونة بوجع العشق وغرابة الروح في قالب شعري هادئ شفاف ، وباجواء رومانسية حالمة ، تسكب ارتعاشاتها القلبية مشرئبة الشعر في ابد الحب ، بروح شاعرية ، وبمزيد من حالات التأمل والوجدانية ، مقدمة نصوصاً ماسية ناضجة ، لا احلى ولا اجمل ، تستحق القراءة بنكهتها الخاصة ، وبريقها اللماع اللماح ، ودلالاتها الواضحة ، وتنجح في تطويع اللغة في بوحها وتعبيرها بشكل مميز منصهر بالتجربة ، ما يدفعنا للابحار في عالمها الشعري المتجلي المليء بالصبر والانفعالات العاطفية الوجدانية .
صفاء ابو فنة تبشر بالكثير ، في ظل مشهد شعري وثقافي يعج بالمتشاعرين ، تجتاحه المهازل والسطوة الغرائبية السوريالية .
فحقق الله احلام شاعرتنا المجيدة صفاء ابو فنة والهمها الابداع ، كل الابداع .


02/09/2017 02:32 am 12,075
.jpg)
.jpg)